على الرغم من سياسات الرئيس الأمريكيدونالد ترامب للحد من الهجرة، شهدت الولايات المتحدة خلال 2024 زيادة غير مسبوقة في أعداد المهاجرين المهرة، لتصبح هذه الفئة محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي والابتكار، بحسب تقرير حديث لبنك باركليز.
وأشار التقرير إلى أن نحو 200,000 مهاجر ماهر انضموا إلى سوق العمل الأمريكي في 2024، وهو أكبر تدفق منذ عام 2004. أكثر من 60% منهم كانوا طلاباً دوليين استمروا في العمل بعد التخرج، ما دعم سوق العمل وساهم في دفع عجلة الابتكار في قطاعات التكنولوجيا والتمويل والصناعات الدوائية.
كما أطلق باركليز أداة متابعة للهجرة الماهرة توضح التدفقات الصافية للعمال الحاصلين على درجة البكالوريوس فأكثر، الذين يدخلون السوق عبر برامج التدريب العملي الاختياري للطلاب (OPT)، وتأشيرات H-1B، والبطاقات الخضراء القائمة على التوظيف.
ويبرز التقرير التباين مع الهجرة غير النظامية، التي شهدت تباطؤًا كبيرًا، حيث ارتفعت الهجرة الماهرة في وقت يتراجع فيه نمو القوى العاملة المحلية.
وتشير التقديرات إلى أن المهاجرين المهرة مثلوا أكثر من 10% من إجمالي الوظائف الجديدة في الفترة 2024-2025، محافظين على مستويات قريبة من المستويات القياسية السابقة.
ويؤكد المحللون أن مساهمة المهاجرين المهرة تتجاوز العدد فقط، إذ يعمل نحو 70% منهم في قطاعات عالية القيمة مثل الخدمات المهنية، والتمويل، والرعاية الصحية، مع تركيز كبير على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وتشير البيانات إلى أن أكثر من 40% من الطلاب الدوليين وما يقرب من 65% من حاملي تأشيرات H-1B والبطاقات الخضراء الجديدة يعملون في وظائف مرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وتهيمن الهند والصين على أعداد المهاجرين في برنامج H-1B، بينما تلعب الجامعات الأمريكية دورًا رئيسيًا كبوابات لاستقطاب المواهب من خلال برنامج OPT.
وحذر باركليز من أن أي تشديد مقترح على برامج مثل OPT قد يحد من تدفق المواهب المستقبلية، مؤكدًا أن المهاجرين المهرة، الذين يمثلون نحو 5% من سكان الولايات المتحدة، يولدون أكثر من 10% من دخل العمل و25% من قيمة براءات الاختراع، ما يجعلهم “عنصرًا حيويًا للنمو الاقتصادي والابتكار”.
