لم تعد السياحة في المغرب تقتصر على المدن الكبرى والشواطئ الذهبية، بل تتجه نحو نموذج جديد يجمع بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
هذا ما أكده الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، في ندوة دولية بمدينة إفران، حيث وصف السياحة المستدامة بأنها “فرصة واعدة” لبناء اقتصاد مغربي أكثر مسؤولية وصلابة.
الوزير زيدان، وفي كلمته، شدد على أن المغرب قد حقق قفزات نوعية في قطاع السياحة، جعلته وجهة إفريقية رائدة، بفضل الاستقرار السياسي، وتنوع العرض السياحي، وجهود الترويج المتواصلة.
إلا أن هذا النمو يجب أن يواكبه اليوم انتقال حقيقي نحو “سياحة خضراء” تحترم البيئة وتعزز الإدماج الاجتماعي، وتستفيد من التراث الطبيعي والثقافي الغني للمملكة.
أوضح زيدان أن الميثاق الجديد للاستثمار، الذي تم اعتماده عام 2022، يعد حجر الزاوية في هذا التحول. فقد أتاح الميثاق إعادة توجيه الدعم الحكومي ليشمل المشاريع التي تتميز بالاستدامة والإنصاف المجالي.
وقد استفاد قطاع السياحة بشكل كبير من هذا الإصلاح، حيث بدأت تظهر مشاريع فندقية مبتكرة ومسارات سياحية جديدة في مختلف أرجاء المغرب.
ولتحقيق هذه الرؤية، دعا الوزير إلى تطوير أنشطة سياحية تركز على اكتشاف الطبيعة والتربية البيئية، وضرورة تقديم دعم قوي للمقاولات الصغيرة جدًا والمتوسطة، التي تشكل “العمود الفقري للاقتصاد الوطني”. وأكد أن هذه المقاولات، خاصة في المناطق القروية والجبلية، مؤهلة لتقديم تجارب سياحية أصيلة تخلق فرص عمل محلية.
وفي إطار العمل على أرض الواقع، كشف الوزير عن إطلاق “قوافل الاستثمار” التي ستجوب مختلف الأقاليم والعمالات المغربية.
وتهدف هذه القوافل إلى توجيه ومواكبة حاملي المشاريع التي تحقق أثرًا اجتماعيًا واقتصاديًا قويًا، خاصة في القطاع السياحي. هذه المبادرة، التي تستند إلى آليات دعم مباشرة، تأتي في إطار خارطة الطريق الوطنية للتشغيل.
الندوة، التي نظمتها الشركة المغربية للهندسة السياحية بالتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار لفاس-مكناس والوكالة الوطنية للمياه والغابات، جمعت أكثر من 150 خبيرًا ومستثمرًا. وقد كانت بمثابة منصة للحوار لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بهدف تسريع الانتقال نحو نموذج سياحي أكثر توازنًا وشمولية.
