الاقتصادية

الذهب يصل إلى مستويات قياسية: هل ما زال في طريقه للصعود؟

شهد الذهب هذا العام قفزات غير مسبوقة، ليصبح محور اهتمام المستثمرين والبنوك المركزية على حد سواء. مع تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية عالميًا، تجاوزت أوقية الذهب مستوى 3 آلاف دولار لأول مرة في منتصف مارس، ووصل اليوم إلى 4 آلاف دولار، بعد سلسلة من الإغلاقات القياسية في أكثر من أربعين جلسة تداول خلال العام.

يرى “ستيفن إينيس”، الشريك الإداري في شركة SPI لإدارة الأصول، أن صعود الذهب لم يبدأ بالضرورة مع الأحداث السياسية الأخيرة، بل كان نتيجة لتراجع الثقة بالنقد على المدى الطويل.

وأضاف أن التوترات السياسية حول الإغلاق الفيدرالي منحت الأسعار دفعة إضافية، مؤكدًا أن الأمر لم يعد مرتبطًا بالتضخم أو أسعار الفائدة فقط.

مع الارتفاع شبه المستمر، قد تشهد السوق تصحيحًا مؤقتًا مع جني المستثمرين للأرباح، أو في حال انتهاء الإغلاق الحكومي، أو تخفيض التعريفات الجمركية، أو التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا.

ومع ذلك، تبقى مشتريات البنوك المركزية الركيزة الأساسية لدعم الزخم الصعودي، وتشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع الأسعار؛ حيث يتوقع “جولدمان ساكس” وصول الأوقية إلى 4,900 دولار بحلول نهاية العام المقبل، فيما يرى “يو بي إس” و”دويتشه بنك” استمرار الاتجاه الصعودي، بينما يحذر “بنك أوف أمريكا” من بعض المخاطر.

هل تلتقط أسواق الذهب أنفاسها بعد سلسلة من المستويات التاريخية؟

المحلل/الجهة

التوضيح

“أكاشي دوشي” الرئيس العالمي لاستراتيجية الذهب لدى “ستيت ستريت إنفسمنت مانجمنت”

يرى أنه للحفاظ على استمرار ارتفاع أسعار الذهب، يجب أن تستمر التدفقات الداخلة مع تداول الأسعار أعلى 4 آلاف دولار من أجل دعم السوق.

كما يرى أن هناك فرصة لجني بعض الأرباح وتراجع الأسعار، لكن ذلك قد يقتصر على نسبة من 5% إلى 7%.

“جيك هانلي” المدير الإداري لدى “تيكريوم”
Teucrium

أشار إلى أن البنوك المركزية العالمية عززت احتياطاتها رغم ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية.

وأوضح في السابق أنه بمجرد وصول الذهب إلى مستوى 4 آلاف دولار – وهو ما سجله اليوم –  ربما يشهد السوق استقرارًا لالتقاط أنفاسه وتأسيس مستويات دعم أكثر قوة.

حذر “بول سيانا”، الخبير الاستراتيجي لدى “بنك أوف أمريكا”، من أن الأسعار قد تفقد زخماً مع اقترابها من مستوى 4 آلاف دولار، مشيرًا إلى مؤشرات مثل “تشبع الشراء” التي تنذر بتراجع محتمل للاتجاه الصعودي.

وأكد أن استمرار ارتفاع الذهب على مدار سبعة أسابيع متتالية غالبًا ما يسبق تصحيحًا قصير المدى، خاصة مع تداول الأسعار أعلى المتوسطات المتحركة لفترات طويلة.

وفقًا لـ”سيانا”، شهد الذهب صعودًا بنسبة 85% بين 2015 و2020، ثم تراجع بحوالي 15% بحلول 2022، قبل أن يعود للارتفاع بنسبة 130%.

ورغم ذلك، يشير إلى أن الارتفاع الحالي لا يزال أقل من الطفرات التاريخية في السبعينيات والألفينيات، مما يترك المجال لمزيد من الصعود مع حدوث تصحيحات متكررة، محذرًا من مقاومة عند مستوى 4 آلاف دولار، وإمكانية تراجع قصير قبل موجة جديدة نحو 5 آلاف دولار.

مع سلسلة من الارتفاعات القياسية، يبدو أن الذهب في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، عندما ارتفع أكثر من 100% خلال فترة تضخم مرتفع وانخفاض قيمة الدولار. وبينما قد تشهد السوق تصحيحًا مؤقتًا لجني الأرباح، يتفق معظم المحللين على أن الاتجاه الصعودي للذهب مستمر، ويبقى السؤال: متى وأين ستتوقف موجة الصعود الحالية؟

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى