بعد تسجيل الذهب أفضل أداء شهري له منذ عقود، بدأ بعض المستثمرين بتحقيق أرباح، ما أبقى الأسعار دون مستوى 3,900 دولار للأوقية مؤقتًا.
ومع ذلك، يبدو أن أي تراجع كبير غير محتمل في المستقبل القريب، إذ يظل الدعم الأساسي للذهب قويًا جدًا، بينما تستمر العوامل التي دفعت الأسعار للارتفاع بأكثر من 40% هذا العام – وهو أفضل مكسب سنوي منذ 1979 – في تعزيز الاتجاه الصعودي.
ويُضاف الآن الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية إلى قائمة المحركات الصاعدة للذهب. على الرغم من أن الإغلاق لم يستمر سوى بضعة أيام، إلا أن طول فترة الجمود السياسي سيزيد من تأثيره الاقتصادي.
وتشير تقديرات أولية إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يخسر نحو 7 مليارات دولار من النشاط مقابل كل أسبوع من الإغلاق، بينما أظهرت مذكرة للبيت الأبيض من مجلس المستشارين الاقتصاديين – حصلت عليها شبكة Politico – أن الخسائر يمكن أن تصل إلى 15 مليار دولار أسبوعيًا.
ويتوقع بعض المحللين أن يستمر الإغلاق نحو 11 يومًا، إلا أن أي تمديد لفترة أطول، قد يتجاوز 35 يومًا ويكسر الرقم القياسي المسجل خلال فترة ولاية ترامب الأولى، مما يزيد الضرر على سمعة أمريكا الاقتصادية عالميًا.
ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة بالفعل من تداعيات الحرب التجارية وتعريفات ترامب، ما يفاقم هروب المستثمرين من الدولار الأمريكي نحو الذهب.
وقد وصف JPMorgan هذا الاتجاه الاستثماري مؤخرًا بأنه “استثمار في انخفاض قيمة العملة”.
تشير البيانات إلى أن مستثمري التجزئة بدأوا بدخول سوق الذهب بشكل أوسع، مدفوعين بالقلق من التضخم طويل الأجل وفقدان الثقة في العملات الورقية، إضافة إلى الديون الحكومية العالية في الاقتصادات الكبرى.
و على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت البنوك المركزية تعمل على توجيه المستثمرين بعيدًا عن الدولار الأمريكي نحو الذهب، والآن يظهر المستثمرون الأفراد في الصورة لدعم الاتجاه الصعودي.
وفي هذا السياق، شهد صندوق SPDR Gold Shares (GLD) – أكبر صندوق استثماري متداول مدعوم بالذهب في العالم – أداءً قياسيًا في سبتمبر. حيث أضاف الصندوق 35.2 طنًا من الذهب خلال الشهر، مع تدفق قياسي يومي بلغ 18.9 طنًا في 19 سبتمبر، وهو أكبر ارتفاع يومي في تاريخ الصندوق.
ومع ذلك، وحتى بعد الأداء التاريخي لشهر سبتمبر، لا تزال الحيازات العالمية في صناديق الذهب المتداولة أقل من المستويات القياسية التي شوهدت في عام 2020، مما يشير إلى أن السوق لا يزال يحتفظ بمزيد من القدرة على التوسع في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية.
