الذهب بين التراجع المؤقت وانتظار قرار الفيدرالي الأمريكي

شهد الذهب الأسبوع الماضي أداءً ضعيفًا، حيث تكبد المعدن الأصفر خسائر قوية، بلغت نحو 5% في يوم واحد، ليغلق الأسبوع بانخفاض يقارب 3% لذهب السبائك و2.6% لعقود الذهب الآجلة.
وأغلق الذهب الفوري عند 4,112.1 دولار للأوقية، بينما سجلت عقود الذهب الآجلة 4,137.8 دولار للأوقية.
الترقب يتركز الآن على قرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب في 29 أكتوبر، المتوقع أن يشهد خفض الفائدة من 4.25% إلى 4.00%.
وقد أدى الانخفاض الحاد الأسبوع الماضي إلى كسر الزخم الصعودي المفرط، لكن بعض المحللين يرون أن الضرر الفني كان محدودًا، مع الحفاظ على دعم حاسم قريب من 4,000 دولار للأوقية.
قال لقمان أوتونوجا، مدير تحليل السوق في FXTM: “المضاربون على ارتفاع الذهب استعادوا بعض الثقة بعد أن عززت بيانات التضخم الأبرد من المتوقع الرهانات على خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة”.
وأضاف أن الصورة الفنية تميل لصالح المضاربين على الانخفاض، مع احتمال اتجاه الذهب نحو مستوى 4,000 دولار إذا انكسر الدعم الحالي.
وأوضح أوليه هانسن، رئيس استراتيجية السلع في Saxo Bank، أن الذهب يحتفظ بالدعم الحالي، لكنه لا يتوقع انتهاء ضغوط البيع فورًا. وقال: “التصحيح الحالي مدفوع بالتدفقات وليس بالبيانات الاقتصادية. مؤشر أسعار المستهلك الأضعف من المتوقع يوفر دعمًا أساسيًا للذهب، لكن من المبكر القول إن 4,000 دولار سيكون القاع النهائي”.
رغم ذلك، يرى المحللون أن السوق يمر بفترة توطيد طبيعية، مشابهة لما حدث بين مايو وأغسطس بعد تجاوز الذهب مستوى 3,000 دولار للأوقية. وأكد مايكل براون، كبير محللي السوق في Pepperstone، أن الذهب قد يتداول بين 4,000 و4,400 دولار في المدى القريب، مع ميل المخاطر للجانب الصعودي نتيجة النمو المستمر للدين الحكومي العالمي وزيادة البنوك المركزية لاحتياطياتها من المعدن النفيس.
وأضاف: “السوق الصاعد ليس في طريقه للانتهاء، بل يأخذ قسطًا من الراحة بعد موجة صعود قوية، حيث باع المشترون الجدد وأخذ أصحاب المراكز القديمة أرباحهم”.
من جانبه، قال نيل ويلش، رئيس قسم المعادن في Britannia Global Markets: “تقلب الذهب الأخير يبدو تصحيحًا بناءً أكثر من كونه انعكاسًا كاملًا.
العوامل الهيكلية الداعمة للذهب، بما في ذلك المخاطر التضخمية المستمرة والشراء القوي من البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية، لا تزال سليمة”.
وأوضح أن التحرك المتوقع للذهب قد يستغرق وقتًا أطول للوصول إلى مستويات أعلى، لكنه سيجذب المستثمرين للشراء عند الانخفاضات.
كما أشار ريان ماكنتاير، الشريك الإداري في Sprott Inc، إلى صعوبة رؤية الذهب يتراجع بشكل ملموس في ظل استمرار عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، بما في ذلك التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإلغاء بعض المحادثات مع كندا، مما يدعم الطلب على المعدن كملاذ آمن.
ويستمر الحدث الرئيسي في تركيز السوق على قرار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، حيث يتوقع المحللون تخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، مع احتمال تخفيض إضافي في ديسمبر.
وأكد نعيم أسلم، كبير مسؤولي الاستثمار في Zaye Capital Markets، أن السوق قد يكون قد سعّر بالفعل توقعات التيسير، مع احتمال إعادة اختبار الذهب لمستوى الدعم عند 3,800 دولار قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.




