الأسهم الأمريكية تستقبل سيولة قياسية مع ترقب خفض الفائدة

شهدت الأسواق الأمريكية تدفقات استثمارية غير مسبوقة خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أكتوبر، معززة توقعات المستثمرين بخفض محتمل لأسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي، بعد أن أظهر تقرير التضخم الأخير تراجع الضغوط السعرية.
هذا التطور أعاد الثقة إلى السوق ودفع المستثمرين لضخ سيولة تاريخية في صناديق الأسهم.
وأظهرت بيانات بورصة لندن للأوراق المالية (LSEG Lipper) أن صناديق الأسهم الأمريكية جذبت صافي تدفقات بلغ 36.41 مليار دولار، في أكبر عملية شراء أسبوعية منذ نوفمبر 2024، مما يعكس تجدد شهية المستثمرين تجاه الأسهم الأمريكية.
وكانت الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة الأكثر استفادة، حيث استقطبت صناديقها تدفقات تجاوزت 40.75 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ 2022، في حين شهدت صناديق الشركات الصغيرة والمتوسطة خروج تدفقات بقيمة 2.59 و2.28 مليار دولار على التوالي، ما يشير إلى تباين الاستراتيجيات داخل السوق.
وعاد قطاع التكنولوجيا إلى الصدارة، مسجلاً تدفقات إيجابية بلغت 3.04 مليار دولار بعد أسبوعين من المبيعات، كما جذبت صناديق خدمات الصناعة والاتصالات 652 و497 مليون دولار على التوالي، مما عزز الزخم الاستثماري في الأسهم الأمريكية.
على الجانب الآخر، شهدت صناديق السندات عمليات بيع صافية بقيمة 1.58 مليار دولار، منهية سلسلة مكاسب استمرت 23 أسبوعًا، مع ضغوط قوية على صناديق السندات الحكومية وقصيرة إلى متوسطة الأجل التي خرج منها 9.37 مليار دولار، في أكبر مبيعات منذ يناير 2022.
في المقابل، سجلت صناديق الاستثمار قصيرة الأجل والدخل الثابت تدفقات إيجابية تجاوزت 3.5 مليار دولار، فيما ارتفعت استثمارات صناديق أسواق النقد إلى 47.08 مليار دولار، وهو أعلى مستوى في أربعة أسابيع.
ويشير المحللون إلى أن استمرار توقعات خفض الفائدة سيبقي الأسهم الأمريكية جاذبة للمستثمرين، خاصة مع تراجع المخاوف التضخمية، ما يعزز احتمالات استمرار تدفق السيولة نحو السوق في الأسابيع المقبلة.