إنفيديا تواجه اختبارًا صعبًا في سوق الذكاء الاصطناعي الصيني

تتعرض شركة “إنفيديا” لضغوط متزايدة وسط تصاعد التوترات التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أصبحت رقائقها المتطورة محور صراع بين مصالحها التجارية والسياسات الحكومية لكلا الطرفين.
فبالرغم من السماح مؤخرًا بتصدير رقائق “H20” إلى بكين، إلا أن الشركة ما زالت تواجه تحديات كبيرة تهدد موقعها في السوق الصينية الواعدة.
تعد “H20” نسخة معدلة من سلسلة رقائق “هوبر” للذكاء الاصطناعي، تم تصميمها خصيصًا للامتثال للقيود الأمريكية على التصدير إلى الصين.
وعلى الرغم من قدرتها الأقل مقارنة بالنماذج المتقدمة، إلا أنها تتميز بخصائص أساسية تجعلها جزءًا مهمًا في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
تشكل الصين نحو 13.1% من مبيعات “إنفيديا” خلال العام المالي الماضي، بما يعادل 17.1 مليار دولار، وتقدّر الشركة أن سوق الذكاء الاصطناعي في الصين قد يصل إلى 50 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.
في وقت سابق هذا العام، فرض الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” حظرًا على بيع رقائق “H20” إلى الصين لأسباب تتعلق بالأمن القومي، قبل أن تسمح الإدارة لاحقًا بتصديرها بشرط حصول الحكومة الأمريكية على 15% من عائدات المبيعات.
في يوليو الماضي، استدعت السلطات الصينية ممثلين عن “إنفيديا” لمناقشة مخاطر أمنية محتملة مرتبطة بالرقائق، ما أثار قلق الشركة بشأن استقرار أعمالها في السوق الصينية المهمة عالميًا.
استندت بكين في مناقشاتها إلى تصريحات لمسؤولين أمريكيين حول ضرورة تضمين الرقائق بتقنيات تتبع، فيما كشفت تقارير أن أجهزة تعقب سرية قد تكون أُدرجت بالفعل في شحنات مختارة من الرقائق المتقدمة.
دعت السلطات الصينية الشركات المحلية الكبرى في القطاعات الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي، لتجنب الاعتماد على رقائق “H20″، مشيرة إلى المخاطر الأمنية المحتملة.
استدعت بكين شركات مثل “بايت دانس” و”تينسنت” و”بايدو” لمناقشة مشتريات الرقائق، متسائلة عن أسباب تفضيلها منتجات “إنفيديا” على البدائل المحلية.
أعربت الحكومة الصينية عن خشيتها من أن تتضمن مستندات التراخيص بيانات حساسة، بما في ذلك معلومات العملاء، ما يعزز المخاوف الأمنية المرتبطة بالرقائق الأمريكية.
تخشى “إنفيديا” من تراجع حصتها في سوق الرقائق الصيني، خاصة مع دعم الحكومة للشركات الكبرى مثل “علي بابا” و”بايت دانس” لتطوير رقائقها الخاصة.
ورغم جهود هذه الشركات، فإن “هواوي” و”شاومي” تمكنتا فقط من إنتاج شرائح محدودة القدرات مقارنة بإمكانات “إنفيديا”.
رغم الدعم الصيني، ما زالت “إنفيديا” متقدمة بفارق كبير على منافسيها المحليين، كما ظهر من خلال تأجيل “ديب سيك” إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة بعد فشل التدريب باستخدام رقائق “هواوي”، مما يوضح محدودية قدرة بكين على منافسة التكنولوجيا الأمريكية.