أسعار النحاس تتراجع عن مستوياتها القياسية مؤقتًا وسط قوة الدولار واضطرابات التعدين

شهدت أسعار النحاس يوم الثلاثاء ارتفاعًا طفيفًا مدعومة بمشكلات مستمرة في قطاع التعدين، لكنها لم تتمكن من مواصلة مكاسبها لتبقى دون أعلى مستوياتها في 16 شهرًا التي سجلتها في الجلسة السابقة، متأثرة بقوة الدولار الأمريكي.
وصعد النحاس لعقد ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن (LME) بنسبة 0.3% ليصل إلى 10,684 دولارًا للطن المتري بحلول الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ يوم الاثنين أعلى مستوياته منذ مايو 2024 عند 10,800 دولار.
ومنذ بداية العام، ارتفع النحاس في بورصة لندن بنحو 21%، مدفوعًا بشكل رئيسي بمشكلات الإنتاج في مناجم رئيسية في تشيلي والكونغو الديمقراطية وإندونيسيا.
فقد توقفت عمليات الإنتاج في منجم “غراسبرغ” بإندونيسيا منذ نحو شهر عقب كارثة انزلاق طيني أودت بحياة سبعة عمال، كما شهد منجم “كاموا-كاكولا” في الكونغو ومنجم “إل تينيينتي” في تشيلي اضطرابات أضافت ضغوطًا على المعروض العالمي.
وقال دان سميث، المدير العام لشركة Commodity Market Analytics: “الاضطرابات في المناجم هائلة، ما كان ينبغي أن يدفع النحاس للصعود بسرعة أكبر، لكن قوة الدولار حدّت من المكاسب”. وأضاف أن تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية في عدة مناطق عالمية أسهم أيضًا في تباطؤ وتيرة الارتفاع.
ففي الصين، أكبر مستهلك للمعادن، تراجعت نسبة نمو مبيعات السيارات الكهربائية من متوسط 36% شهريًا في النصف الأول من العام إلى 6% في أغسطس.
وأشار سميث إلى أن النحاس يقترب من نطاق مقاومة فني يتراوح بين 10,750 و11,000 دولار، وهو مستوى فشل في تجاوزه سابقًا في مايو 2021 ومارس 2022 ومايو 2024. وقال: “أي تراجع من هذا المستوى سيكون إشارة هبوطية قوية من الناحية الفنية”.
وساهم ارتفاع مؤشر الدولار في الحد من مكاسب النحاس، إذ جعل الدولار القوي السلع المقومة به أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، خاصة اليورو والين.
أما المعادن الأساسية الأخرى، فقد شهدت تباينًا في أدائها، حيث تراجع الألومنيوم بنسبة 0.2% إلى 2,719.50 دولارًا للطن، واستقر النيكل عند 15,480 دولارًا، وانخفض الرصاص بنسبة 0.1% إلى 2,003.50 دولار، وانخفض القصدير بنسبة 0.7% إلى 36,555 دولارًا، في حين ارتفع الزنك بنسبة 0.3% إلى 3,015 دولارًا.
يُذكر أن الأسواق الصينية كانت مغلقة من 1 إلى 8 أكتوبر بمناسبة عطلة “الأسبوع الذهبي”، ما حد من النشاط التجاري للمعادن في تلك الفترة.