أسبوع متقلب في الأسواق العالمية: توترات سياسية وتجارية وضغوط على أسواق الطاقة والمعادن

شهدت الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي موجة من التقلبات الحادة، وسط قرارات اقتصادية وسياسية متسارعة أثرت على أسعار النفط والمعادن، وأعادت أجواء التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة.

فقد قررت مجموعة “أوبك+” زيادة إنتاجها النفطي بمقدار 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحصة السوقية للتحالف، رغم المخاوف من تأثير ذلك على الأسعار العالمية.

وفي الأسواق السياسية، اتجهت الأنظار إلى كل من فرنسا واليابان؛ حيث شهدت طوكيو مفاجأة سياسية مع فوز ساناي تاكايتشي بزعامة الحزب الحاكم، مما يجعلها أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ سنوات.

أما في باريس، فقد أربكت الساحة السياسية استقالة رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو بعد أقل من شهر على تعيينه، قبل أن يعيد الرئيس إيمانويل ماكرون تكليفه مجددًا في محاولة لاحتواء الأزمة الحكومية.

وفي الملف التجاري العالمي، تصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين إثر إعلان الصين عن تشديد قيود تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية جديدة “ضخمة” على السلع الصينية، في مشهد أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية السابقة بين البلدين.

أبرز أحداث الأسبوع:

• الاثنين 6 أكتوبر:
  أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” فرض رسوم بنسبة 25% على الشاحنات المتوسطة والثقيلة المستوردة بدءًا من نوفمبر، في خطوة جديدة لحماية الصناعة المحلية.

• وفي أوروبا، ارتفعت واردات الغاز المسال الأمريكي بشكل متوقع لتعويض النقص في الإمدادات الروسية، ما يعزز الاعتماد الأوروبي على الطاقة الأمريكية وسط مخاطر ارتفاع الأسعار.

• الثلاثاء 7 أكتوبر:
  رفع بنك “جولدمان ساكس” توقعاته لأسعار الذهب خلال العام المقبل بدعم من الطلب الاستثماري والمشتريات المركزية للبنوك.

• كما عدّلت منظمة التجارة العالمية توقعاتها لنمو تجارة السلع في 2025 إلى 2.4%، بدعم من الذكاء الاصطناعي.

• في المقابل، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تسجيل إنتاج قياسي من النفط، ما قد يضغط على الأسعار في الأشهر المقبلة.

• الأربعاء 8 أكتوبر:
  توتر جديد يلوح في الأفق بين بروكسل وواشنطن بعد مطالب أمريكية وصفتها أوروبا بأنها “غير متكافئة”.

• وفي الوقت نفسه، حذّر صندوق النقد الدولي من احتمال تصحيح مفاجئ في أسواق الأسهم مع تضخم تقييمات الشركات التكنولوجية.

• أما محضر الفيدرالي الأمريكي فكشف عن انقسام داخلي بشأن وتيرة خفض الفائدة وسط ضعف في سوق العمل.

• الخميس 9 أكتوبر:
  أعلنت الصين توسيع القيود على المعادن الأرضية النادرة لتشمل منتجات مصنّعة خارج أراضيها، في خطوة لحماية مصالحها الإستراتيجية.

• وتوقّع رئيس الفيدرالي في نيويورك استمرار خفض الفائدة خلال العام الجاري.
  من جهة أخرى، أعلن الرئيس ترامب عن زيارة مرتقبة إلى مصر لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، مشيرًا إلى تفاهمات مبدئية مع إيران حول السلام الإقليمي.

• الجمعة 10 أكتوبر:
  ذكرت “فاينانشال تايمز” أن الصين عززت قيودها على استيراد الرقائق، لتقليل اعتمادها على الشركات الأمريكية مثل “إنفيديا”.

• كما منحت جائزة نوبل للسلام 2025 للناشطة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تقديرًا لدورها في الدفاع عن الديمقراطية.

• وفي ختام الأسبوع، أعلنت بيكر هيوز انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي.

اختُتم الأسبوع بمزيج من الضبابية السياسية والتوتر التجاري، وسط تحركات متباينة في أسواق الطاقة والمعادن، ما يُنذر بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الاضطراب في موازين الاقتصاد العالمي.