لماذا يفضل المغاربة الدفع عند الاستلام في التجارة الإلكترونية؟

الدفع عند الاستلام في المغرب هو الخيار الأكثر انتشارًا في مجال التجارة الإلكترونية، حيث يعتمد عليه غالبية المستهلكين بسبب سهولة التعامل معه وعدم الحاجة إلى إجراءات مصرفية معقدة.
تُظهر الإحصائيات أن حوالي 90% من معاملات التجارة الإلكترونية في المغرب تتم عبر خدمة الدفع عند الاستلام، مما يعكس تفضيل المستهلكين لهذه الطريقة.
يفضل الكثيرون هذه الطريقة لأنها تمنحهم الشعور بالراحة والأمان عند تسلم المنتج قبل دفع ثمنه، مما يجعلها الوسيلة المثلى للشراء عبر الإنترنت في المغرب.
الإقبال الكبير على الدفع عند الاستلام يرجع إلى عدة عوامل رئيسية.
أولًا، يثق العديد من المغاربة أكثر في الدفع النقدي المباشر، حيث يشعرون بأنهم يتحكمون في أموالهم ولا يخاطرون بها عبر تحويلات إلكترونية.
ثانيًا، تتيح هذه الطريقة للمستهلك فرصة فحص المنتج قبل دفع قيمته، مما يقلل من احتمالات الحصول على سلع غير مطابقة للوصف أو بجودة غير مرضية.
ثالثًا، لا يتطلب الدفع عند الاستلام امتلاك حساب بنكي أو بطاقة دفع، وهو ما يجعله متاحًا للجميع بغض النظر عن مستواهم الاقتصادي أو خبرتهم في التعامل مع الخدمات المصرفية.
كما وضح لنا ياسين حجيب، وهو خبير في التجارة الإلكترونية، أن الدفع عند الاستلام سيظل الخيار الأول للكثير من المغاربة، لكنه يؤكد على ضرورة تحسين آليات التعامل معه لجعله أكثر كفاءة وأمانًا.
يشير ياسين إلى أن الحلول المقترحة للحد من مشكلات هذه الطريقة تشمل تأكيد الطلبات عبر الهاتف قبل شحنها أو تقديم خيارات تتيح للمستهلك تأجيل الدفع بدلاً من إلغاء الطلب بالكامل.
كما يضيف أن تحسين خدمات التوصيل وضمان سرعة تسليم المنتجات يمكن أن يعزز من رضا العملاء، مما يقلل من حالات الإلغاء ويساعد الشركات على تقديم تجربة أكثر موثوقية.
ورغم الشعبية الكبيرة لهذه الطريقة، إلا أنها تفرض تحديات كبيرة على الشركات والمتاجر الإلكترونية.
من أبرز هذه التحديات ارتفاع معدلات إلغاء الطلبات، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30% من الطلبات التي تتم عبر الدفع عند الاستلام يتم إلغاؤها من قبل العملاء قبل استلامها، مما يؤدي إلى خسائر تشغيلية للشركات.
كما تتحمل المتاجر تكاليف إضافية بسبب مصاريف الشحن والإرجاع، حيث أن متوسط تكلفة إرجاع الطلبات يمكن أن يصل إلى 20% من إجمالي قيمة الطلبات الشهرية، مما يؤثر على هوامش الربح ويجعل العملية التجارية أقل كفاءة.
علاوة على ذلك، فإن التأخير في استلام العائدات يمثل مشكلة أخرى، حيث تحتاج الشركات إلى وقت أطول لجمع الأموال مقارنةً بالطرق الأخرى، مما قد يؤثر على سيولتها المالية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعامل المباشر بالأموال النقدية يزيد من المخاطر الأمنية، إذ تكون شركات التوصيل معرضة للسرقة أو فقدان الأموال أثناء نقلها.