Coinbase تتوقع توسع العملات المستقرة إلى 1.2 تريليون دولار وتأثيرها على أسواق الدين الأمريكي

توقّع تقرير صادر عن Coinbase في 21 أغسطس أن يشهد سوق العملات المستقرة نموًا هائلًا ليصل حجمه إلى 1.2 تريليون دولار بحلول 2028، أي نحو خمسة أضعاف قيمته الحالية البالغة 270 مليار دولار، ما قد يجعلها قوة مؤثرة على أسواق الدين الأمريكية.

وأوضح التقرير، الذي اعتمد على آلاف محاكاة النمو، أن توسع العملات المستقرة لن يقتصر على الأسواق الرقمية فقط، بل سيمتد تأثيره إلى السندات الحكومية الأمريكية، نظرًا لاحتفاظ الشركات المصدرة مثل Circle وTether بأوراق مالية حكومية قصيرة الأجل لدعم رموزها الرقمية.

يشير التقرير إلى أنه إذا استمر السوق في النمو وفق التوقعات، ستحتاج الجهات المصدرة إلى شراء حوالي 5.3 مليار دولار أسبوعيًا من سندات الخزانة، ما قد يؤدي إلى انخفاض عائد السندات الأمريكية لأجل ثلاثة أشهر بمقدار نقطتين إلى أربع نقاط أساس.

و على الرغم من أن هذا التغير يبدو محدودًا، إلا أنه يعتبر مهمًا في سوق نقدية بقيمة نحو 6 تريليونات دولار، حيث يمكن للتحركات الصغيرة أن تؤثر مباشرة على تكاليف الاقتراض للمؤسسات والشركات.

كما حذّر التقرير من أن التدفقات المالية قد لا تكون دائمًا في اتجاه واحد. ففي حالة حدوث موجات استرداد سريعة، قد تضطر الجهات المصدرة إلى بيع كميات كبيرة من السندات بسرعة، ما قد يخلق ضغوطًا على السيولة في سوق الدين قصير الأجل.

وذكر مثالًا على تدفق خارجي بقيمة 3.5 مليار دولار في أقل من أسبوع، أدى – وفقًا للنموذج – إلى اضطراب السوق.

يشدد التقرير على أن مستقبل العملات المستقرة يعتمد على الإطار التنظيمي الجديد، لا سيما مع دخول قانون GENIUS حيّز التنفيذ عام 2027، والذي يفرض على المُصدرين الاحتفاظ باحتياطيات كاملة، والخضوع لتدقيق مستقل، وتقديم حماية لحاملي الرموز في حالة الإفلاس.

ورغم أن القانون لا يمنح مزوّدي العملات المستقرة إمكانية الوصول إلى تسهيلات السيولة من الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن Coinbase ترى أن وجود إطار قانوني واضح سيقلل من مخاطر عمليات السحب المفاجئة، ويمنح المؤسسات المالية التقليدية ثقة أكبر للتعامل مع القطاع، ما يعزز نموه المستدام ويحد من المضاربات القصيرة المدى.

وأكد التقرير أن العملات المستقرة لم تعد مجرد أداة لتداول الأصول الرقمية، بل أصبحت تُستخدم بشكل متزايد في المدفوعات والتسويات العالمية، ما يجعلها لاعبًا مؤثرًا على ديناميكيات أسواق الدين الحكومية الأمريكية وقد يعيد تشكيل التوازن بين العرض والطلب على سندات الخزانة مع مرور الوقت.