الاقتصادية

“داو جونز” يواجه أسوأ خسارة شهرية منذ 2018 ويقلص مكاسبه السنوية في 2024

تكبد مؤشر “داو جونز” خسارة شهرية بنسبة 5.3% في دجنبر ، ليخفض مكاسبه السنوية في عام 2024 إلى حوالي 13%، مما يجعله يحقق الأداء الأضعف بين مؤشرات وول ستريت، على الرغم من تجاوزه مستوى 45 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه خلال جلسة الرابع من ديسمبر.

تعتبر خسارة “داو جونز” في ديسمبر هي الأكبر منذ عام 2018، حيث شهدت المؤشرات الأمريكية الثلاثة تراجعًا ملحوظًا بعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في الثامن عشر من الشهر نفسه.

هذا التراجع جاء بعد خفض صناع السياسات النقدية لتوقعاتهم حول وتيرة التيسير النقدي في عام 2025.

استمر تأثير هذه التوقعات السلبية خلال فترة عطلات رأس السنة الميلادية، وهي فترة تشهد عادة انخفاضًا في حجم التداول وزيادة في أسعار الأسهم والأصول.

83352e2e 99dc 4492 ac3a 9a2eb1092e4c Detafour

هذا التأثير السلبي أسهم في حدوث تقلبات مفرطة للأسواق في نهاية السنة، نظرًا لأن مؤشر “داو جونز” يعتمد على الأوزان المرجحة لأسعار الأسهم، وهو ما يختلف عن المؤشرين الآخرين “إس آند بي 500″ و”ناسداك” اللذين يعتمدان على القيم السوقية.

أوضح “ستيف سوسنيك”، كبير محللي استراتيجيات الأسواق في “إنترأكتيف بروكرز”، أن هيكل “داو جونز” الذي يعتمد على أسعار الأسهم يساهم في عشوائية أدائه. وقال سوسنيك: “في دجنبر ، رغم المكاسب الشهرية لسهم “أبل”، كان تأثير خسارة سهم “مايكروسوفت” أكبر، مما أسهم في ضعف أداء المؤشر”.

وأضاف أن القطاع التكنولوجي هو المهيمن حاليًا في السوق، مما جعل “داو جونز” يظهر أداء أقل من المؤشرات الأخرى في ديسمبر، نظرًا لعدم اعتماده بشكل أساسي على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.

في المقابل، سجل “S&P 500” خسارة شهرية بنسبة 2.5%، بينما حقق “ناسداك المركب” مكاسب بسيطة بنسبة 0.5%. ورغم دعم “داو جونز” من أداء بعض الأسهم مثل “أبل” و”أمازون” التي سجلت ارتفاعًا بنسبة 3% و4% على التوالي، إلا أن أسهم “ألفابت” و”تسلا” قفزت بنحو 10% و16%، وهما غير مدرجين في المؤشر.

علاوة على ذلك، تعرض سهم “يونايتد هيلث جروب” الذي كان ثاني أعلى سهم ضمن “داو جونز” لصدمة كبيرة بعد حادثة اغتيال رئيسها التنفيذي في الرابع من دجنبر ، مما أضاف ضغوطًا على المؤشر. كما تكبدت أسهم شركات بارزة مثل “كاتربيلر” و”هوم ديبو” و”شيروين ويليامز” خسائر كبيرة.

وأشار “تشارلي ريبلي”، خبير استراتيجيات الاستثمار في “أليانز إنفستمنت مانجمنت”، إلى أن هناك بعض المخاطر المرتبطة بهذه الأسهم، خاصة سهم “يونايتد هيلث” الذي أسهم بشكل كبير في أداء المؤشر السلبي.

b1870b0c 254d 4053 9c3f eb4f3149f072 Detafour

من جانبه، أشار “ريبلي” إلى أن تلك المخاطر تجعل المستثمرين يتوخون الحذر عند الاعتماد على “داو جونز” كمقياس عام لأداء السوق، نظرًا لاختلاف حركته في بعض الفترات عن المؤشرين الآخرين.

من الأسباب الأخرى التي قد تفسر الأداء الضعيف للمؤشر هو احتمال تعرض السوق لحركة تصحيح بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها الأسهم عقب انتخابات الرئاسة الأمريكية في الخامس من نوفمبر.

ومع ذلك، رغم الخسائر الكبيرة لـ”داو جونز” في ديسمبر، أكد “ريبلي” أن المؤشر شهد أداء قويًا للغاية في الفترة التي تلت الانتخابات.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى