اقتصاد المغربالأخبار

آثار عودة ترامب على الاقتصاد المغربي: قراءة تحليلية لعبد اللطيف الجواهري

مع اقتراب موعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، باتت الأنظار تتجه نحو التداعيات الاقتصادية المحتملة لسياساته على المستوى العالمي، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها الساحة الدولية.

وفي هذا السياق، قدم عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، تحليلًا شاملًا للأبعاد الاقتصادية والسياسية التي قد تنشأ عن تلك السياسات، مشيرًا إلى تأثيراتها المحتملة على المغرب والدول الأخرى.

يبدو أن شعار “أمريكا أولاً” الذي تبناه ترامب في ولايته الأولى يكتسب زخمًا مجددًا، حيث أعلن عن مجموعة من الإجراءات الحمائية التي تتضمن فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الصينية.

وحذر الجواهري في مؤتمره الصحفي الأخير من أن هذه السياسات ستؤدي إلى “آثار تسلسلية”، مشيرًا إلى أن الدول التي ترتبط اقتصاديًا بالولايات المتحدة، مثل المغرب، ستتأثر بشكل غير مباشر عبر سلاسل التوريد العالمية.

البعد الجيوسياسي لهذه السياسات قد يساهم في تصعيد الحرب التجارية، وهو ما سيؤثر على شروط التجارة الدولية.

وفي حين استفاد المغرب من استثمارات صينية أعيد توجيهها خلال الولاية الأولى لترامب، فإن فرض عقوبات جديدة قد يعرقل هذه المكاسب ويؤدي إلى تحديات إضافية.

كما تختلف الظروف الحالية عن تلك التي كانت سائدة في 2016، إذ تضاف أبعاد جيوسياسية جديدة نتيجة الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط.

وفي ظل هذه الأوضاع، أشار الجواهري إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه تباطؤًا، مع تقديرات تشير إلى أن النمو العالمي في 2025 قد يصل إلى 2.9%.

وقد تساهم السياسات الحمائية الأمريكية في تعزيز هذه الاتجاهات السلبية.

وفي مواجهة هذه التحديات، يرى الجواهري أن المغرب يحتاج إلى تكثيف جهوده في تنويع اقتصاده لتقليل تأثير هذه الاضطرابات.

وأوصى بضرورة إعادة تقييم الموقع الاستراتيجي للمملكة بالنسبة للمستثمرين الآسيويين والأوروبيين في ضوء التطورات الحالية.

ورغم أن المغرب يتمتع بأساسيات اقتصادية قوية نسبيًا، مثل التحكم في العجز الجاري بنسبة 1% واحتياطيات من النقد الأجنبي تكفي لتغطية حوالي ستة أشهر من الواردات، إلا أن هذه المرونة قد تكون هشة في ظل اضطرابات قد تحدث في سلاسل الإمداد أو زيادة تكاليف الاستيراد.

و تستمر مشاريع البنية التحتية الكبرى في المغرب، مثل تلك المتعلقة بكأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، في كونها محركات نمو مهمة. ومع ذلك، يتطلب الأمر إدارة حذرة للديون العامة والخارجية لضمان استدامة هذا النمو في مواجهة الظروف العالمية المعقدة.

وفي ختام تحليله، شدد الجواهري على ضرورة التحلي بالحذر في هذا السياق الذي يعمه الغموض، مؤكدًا أن كل قرار سيستند إلى البيانات والمستجدات العالمية.

بناءً على ما سبق، فإن التحديات التي يطرحها تجديد ولاية ترامب تتجاوز الحدود الأمريكية، وتشكل جزءًا من ديناميكية عالمية تتداخل فيها الحمائية، التوترات الجيوسياسية، وتأثيرات التغير المناخي.

ووفقًا لعبد اللطيف الجواهري، فإن اليقظة والاستعداد سيكونان مفتاحي صمود المغرب في هذا المشهد المتغير.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى