ارتفاع قياسي في أسعار الغاليوم: كيف تعيد القيود الصينية تشكيل سوق المعادن الحيوية؟
شهد سعر معدن الغاليوم، المستخدم على نطاق واسع في صناعة أشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة، ارتفاعًا كبيرًا، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011، وذلك إثر القيود الأخيرة التي فرضتها الصين على تصدير المعادن الأساسية.
وفقًا لتقارير “فاست ماركتس” (Fastmarkets)، قفز سعر الغاليوم إلى 595 دولارًا للكيلوغرام يوم الجمعة، مسجلًا زيادة بنسبة 17% مقارنة بمستواه في 11 دجنبر الجاري.
هذا الارتفاع جاء بعد إعلان الصين عن حظر صادرات عدد من المعادن، بما فيها الغاليوم، إلى الولايات المتحدة، ما يعكس تصاعد حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
و تعد الصين اللاعب الرئيسي في سوق الغاليوم، حيث شكلت 98% من الإنتاج العالمي للمعدن في عام 2023، وفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. هذه الهيمنة تمنح بكين تأثيرًا كبيرًا على الإمدادات العالمية لهذا المعدن الحيوي.
ورغم أن سوق الغاليوم تُعتبر صغيرة نسبيًا مقارنةً بالمعادن الأخرى، إلا أن أهميته الاقتصادية تبرز في تطبيقاته المتنوعة.
فهو يُستخدم في أشباه الموصلات المركبة التي تجمع بين عناصر مختلفة لتحسين الكفاءة وسرعة النقل. كما يعد مكونًا رئيسيًا في إنتاج شاشات التلفزيون، الهواتف الذكية، الألواح الشمسية، ومعدات الرادار.
لم تكن القيود الأخيرة أولى خطوات الصين في الحد من صادرات الغاليوم، فقد فرضت بكين ضوابط أولية على هذه المادة في غشت 2023، مما أدى حينها إلى زيادة الأسعار بشكل ملحوظ وإعادة تشكيل التدفقات التجارية.
وفقًا لتحليل “بلومبرغ” استنادًا إلى بيانات “فاست ماركتس”، ارتفعت أسعار الغاليوم بأكثر من الضعف منذ بدء تنفيذ تلك القيود.
تثير هذه التطورات مخاوف بشأن استدامة الإمدادات العالمية، مما يدفع الشركات والدول المستوردة إلى البحث عن بدائل أو زيادة الاستثمارات في إعادة تدوير الغاليوم وتنويع مصادره.
و في المقابل، تُظهر هذه التحركات مدى تأثير السياسات التجارية الصينية على الأسواق العالمية، خاصة في القطاعات التقنية المتقدمة.