عودة غير تقليدية: “دونالد ترامب” يعود للبيت الأبيض بعد انتخابات تاريخية
عاد “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض في منصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، لكن عودته لم تكن تقليدية بعد فوزه على “كامالا هاريس” في انتخابات مثيرة.
و فاز ترامب بـ 292 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 226 صوتًا لصالح منافسته، مع فرز أغلب الأصوات، ليحقق انتصارًا واضحًا بعد تفوقه في عدة ولايات متأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا.
و مع فوز ترامب، الذي كانت حملته الانتخابية مدعومة بخطاب هجومي ضد خصومه، بدأت الأسواق الأمريكية في الارتفاع بشكل ملحوظ، حيث سجلت الأسهم الأمريكية مستويات قياسية، وارتفع سهم “تسلا” إلى أعلى مستوياته، مع صعود البيتكوين وأسهم شركات العملات المشفرة والبنوك.
يرى المستثمرون في ولاية “ترامب” الثانية فرصة لتخفيض الضرائب وتعزيز الإنفاق، مما قد يعزز الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.
كما يعتبر فوز “ترامب” عودة تاريخية، حيث أصبح أول رئيس سابق يعود إلى السلطة بعد استقالته منذ “جروفر كليفلاند” في عام 1892.
كما أصبح “ترامب” أكبر شخص سناً ينتخب لهذا المنصب بعد أن بلغ 78 عامًا. إضافة إلى ذلك، تعد فترة حكمه هذه فريدة بالنظر إلى محاولتي الاغتيال التي نجا منهما وتحديات أخرى واجهها خلال مسيرته السياسية، بما في ذلك الانتقادات الحادة لسياساته.
و على الرغم من الانتقادات التي واجهها بسبب خطابه الشعبوي، الذي تضمن هجمات شخصية وتصريحات مثيرة للجدل ضد خصومه، إلا أن “ترامب” نجح في استقطاب قاعدته الانتخابية، حيث استغل مشاعر الإحباط من ارتفاع الأسعار والجريمة والمخاوف من الهجرة غير القانونية خلال فترة حكم “بايدن”.
كما استخدم الصراعات العالمية مثل حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا لإظهار إخفاقات الإدارة الديمقراطية.
و يواجه “ترامب” تحديات كبيرة عند عودته إلى البيت الأبيض، بدءًا من الاستقطاب السياسي المتزايد في الداخل والأزمات الدولية التي تتطلب قدرة عالية في القيادة.
ومع تعزيز سلطته في الكونغرس، بعد أن أصبح الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ، أصبح لدى “ترامب” المزيد من القدرة على تنفيذ أجندته السياسية التي قد تؤثر على كافة جوانب الحكومة الأمريكية.
يعتبر فوز “ترامب” محط أنظار العالم، حيث يتساءل الكثيرون حول كيفية تأثير سياسته على المشهد الدولي.
فهل سينجح “ترامب” في أن تكون ولايته الثانية أكثر نجاحًا وتأثيرًا؟ وهل ستكون عودته إلى السلطة فرصة لتحقيق التغيير الذي يأمل فيه الأمريكيون؟ ستظل الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذه الأسئلة، خاصةً مع استمرار تأثيره على السياسة الأمريكية والعالمية.