مستقبل العملات المشفرة في ظل الانتخابات الأمريكية: هاريس مقابل ترامب
مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يزداد التساؤل حول مستقبل العملات المشفرة وتأثير الإدارة القادمة على هذا القطاع المتنامي.
في هذا المقال، نستعرض مواقف المرشحين الرئيسيين للرئاسة، كامالا هاريس الديمقراطية ودونالد ترامب الجمهوري، تجاه العملات المشفرة والآثار المحتملة على الناخبين الأمريكيين المهتمين بهذا المجال.
و أبدت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن والديمقراطيون مثل السيناتور إليزابيث وارن قلقهم من العملات المشفرة، مركّزين على المخاطر المتعلقة بحماية المستهلك، الاستقرار المالي، وإمكانية استغلالها في عمليات غسيل الأموال.
لكن مؤخرًا، شهدنا تحولًا في هذا الموقف، حيث بدأت الإدارة الأمريكية في السعي لفهم التقنية بشكل أفضل، والنظر في إمكانيات الاستفادة منها في مجالات متنوعة.
رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية، جاري جينسلر، كان له دور كبير في هذا التحول، إذ دعا إلى التعامل مع معظم العملات المشفرة كأوراق مالية بدلاً من السلع، وهو ما يعقد الإجراءات التنظيمية الخاصة بها، مثل صندوق الاستثمار المتداول للإيثريوم.
ومع ذلك، شهدنا تحولاً آخر داخل الحزب الديمقراطي مع إقرار قانون الابتكار المالي والتكنولوجيا للقرن الحادي والعشرين (FIT21) في مايو 2024، بدعم كبير من الديمقراطيين، مما يعكس تزايد الاعتراف بأهمية الأصول الرقمية.
كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، لم تتخذ موقفًا حاسمًا حتى الآن بشأن العملات المشفرة، لكن حملتها بدأت في التواصل مع ممثلي القطاع، وسط ضغوط من الديمقراطيين المؤيدين للعملات المشفرة لتبني موقف أكثر مرونة وتأييدًا للتكنولوجيا الرقمية.
دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، أبدى في السابق شكوكه تجاه العملات المشفرة، لكنه غير موقفه مؤخرًا بشكل جذري.
و في مؤتمر Bitcoin 2024 الذي عُقد في ناشفيل، أعلن ترامب أنه سيجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات المشفرة” إذا عاد إلى البيت الأبيض، وهو ما لاقى ترحيبًا حارًا من الجمهور.
يبدو أن التحول في موقف ترامب يعكس التقارب بين السياسة والعملات المشفرة، خاصة بعد أن جمعت حملته نحو 25 مليون دولار من هذا القطاع منذ مايو.
هذا الدعم العلني من ترامب أدى إلى تعزيز تفاؤل المستثمرين، حيث ارتفع سعر البيتكوين إلى ما يقارب 70 ألف دولار في يوليو، وهو أعلى مستوى له منذ أسابيع، قبل أن يتراجع قليلاً.
ومع ذلك، يبقى السؤال حول قدرة ترامب على تحقيق وعوده المتعلقة بالعملات المشفرة إذا أصبح رئيسًا، وما إذا كانت سياسته ستؤدي إلى تأثيرات مستدامة على السوق الرقمية على المدى الطويل.
بينما يعكس الموقف الديمقراطي بعض التحفظ تجاه العملات المشفرة، فإن الجمهوريين، بقيادة ترامب، يسعون إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة في هذا القطاع.
لكن بغض النظر عن الفائز في الانتخابات، من المؤكد أن العملات المشفرة ستظل جزءًا رئيسيًا من النقاش السياسي والاقتصادي في السنوات القادمة.