ارتفاع أسعار البلاديوم مدعومًا بتوقعات العرض والطلب رغم قوة الدولار
واصلت أسعار البلاديوم ارتفاعها اليوم الأربعاء، حيث تخطى المعدن النفيس حاجز الألف دولار للأوقية، رغم قوة الدولار أمام معظم العملات الرئيسية.
يأتي هذا الصعود في ظل توقعات تشير إلى استمرار التقلبات في السوق بسبب عوامل مؤثرة على المدى القصير.
أفاد محللو بنك يو بي إس بأن البلاديوم أظهر أداءً متفوقًا على المعادن الثمينة الأخرى مؤخرًا، لكنهم أشاروا إلى أن السوق يشهد تقلبات ملحوظة، حيث استمرت الأسعار في التذبذب فوق مستوى 1000 دولار للأوقية خلال الأسابيع الماضية.
ومع زيادة المراكز القصيرة في السوق، من المرجح استمرار هذا التقلب في الفترة القريبة.
من بين العوامل التي تساعد على تشديد سوق البلاديوم انخفاض مبيعات المركبات الكهربائية خلال العام الجاري، مما دعم الطلب على البلاديوم المستخدم في محفزات السيارات، وهو القطاع الذي يمثل أكثر من 90% من استهلاك المعدن.
كما من المتوقع أن تشهد إمدادات البلاديوم تشديدًا إضافيًا العام المقبل بسبب تخفيضات في إنتاج منجم أمريكي رئيسي للبلاديوم، ما دفع بنك يو بي إس لرفع توقعاته للأسعار بنحو 100 دولار للأوقية.
رغم هذا التشديد قصير الأجل، يتوقع بنك يو بي إس أن النظرة طويلة الأجل للبلاديوم لا تزال سلبية. فمع التحول العالمي نحو المركبات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات بدلًا من محركات الاحتراق الداخلي، يُتوقع انخفاض الطلب على محفزات السيارات التي تعتمد على البلاديوم.
لكن، مع ذلك، أشار المحللون إلى أن المركبات الهجينة ما زالت تعتمد على المحفزات الذاتية وبالتالي على البلاديوم، مما يساهم في استمرار بعض مستويات الطلب.
من المتوقع أن تؤدي إعادة هيكلة العمليات في الولايات المتحدة من قبل رابع أكبر منتج للبلاديوم إلى تقليص الإنتاج بنحو 150 ألف أوقية، وهو ما يمثل حوالي 2.3% من الإمدادات العالمية للبلاديوم خلال عام 2023.
ويأتي ذلك نتيجة تسعير غير مواتٍ للمنتج، مما يزيد من توقعات السوق المتشدد.
على الرغم من هذه الظروف المؤقتة، يحذر بنك يو بي إس من أن أداء البلاديوم قد يكون أقل مقارنة بالمعادن الثمينة الأخرى على المدى الطويل.
ويرجع ذلك إلى زيادة متوقعة في إمدادات الخردة من محفزات السيارات القديمة، بالإضافة إلى الاتجاه المتزايد لاستبدال محفزات السيارات الجديدة ببلاتين بدلاً من البلاديوم.
على صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة للبلاديوم تسليم ديسمبر بنسبة 1.4% لتصل إلى 1026 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى 103.4 نقطة، مما يشير إلى قوة الدولار رغم ارتفاع أسعار البلاديوم.