الاقتصادية

من يبدي تظاهراً أكبر بالاجتهاد في العمل: المديرون أم الموظفون؟

كان النقاش حول الإنتاجية في العمل إحدى القضايا الأكثر جدلاً بين الخبراء في عام 2024، ووصل الأمر إلى أن الرؤساء التنفيذيين للشركات المدرجة في قائمة “فورتشن” لأكبر 500 شركة على مستوى العالم صنفوا انخفاض الإنتاجية على أنه أكبر تحدٍ تنظيمي يواجههم هذا العام.

ولا خلاف على أن انخفاض الإنتاجية يعد مشكلة بالغة الخطورة بالنسبة لأية شركة، لكن السؤال الأجدر بالطرح يتعلق بتظاهر الموظفين بالانهماك في العمل، والأهم من ذلك هو ما إذا كان الموظفون أكثر تظاهراً بالعمل من المديرين أم العكس.

توصل مسح أعدته شركة “وورك هيومان” إلى أنه ليس غالبية الموظفين يتظاهرون بالعمل أو يُزيفون إنتاجيتهم، في حين كانت نسبة التظاهر بالإنتاجية بين المديرين أعلى، بل ترتفع النسبة أكثر من ذلك عند النظر لفئة المديرين التنفيذيين.

وجد المسح أن 32% من الموظفين غير الإداريين المشاركين يتظاهرون بالإنتاجية، في حين اعترف 37% من ذوي المناصب الإدارية، و38% من المديرين التنفيذيين باتباع هذه الممارسة.

ومن بين المديرين الذين اعترفوا بالتظاهر بالعمل، أفاد 69% منهم بأن هذه مشكلة شائعة في فرق العمل التابعة لهم، مقابل اتفاق 37% فقط ممن يعتقدون أنهم لا يتظاهرون بالإنتاجية مع هذا الرأي.

وتنوعت الأسباب الرئيسية التي تدفع الموظفين للتظاهر بالإنتاجية بين الرغبة في تحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل، وإرضاء المديرين، والإرهاق.

e46c0139 3b73 4e21 a907 fec9c3e0a11c Detafour

أما على صعيد المديرين، فألقى 56% من المشاركين منهم باللوم على عوامل التشتيت أو الإرهاق، وقال 53% إن الأمر يرجع إلى تصرفاتهم الزائفة، و40% بسبب المسؤوليات الشخصية، و33% أرجعوا السبب إلى الكسل.

وحول أسباب مشكلة التظاهر في العمل بصفة عامة، توصل المسح إلى أن انخفاض الإنتاجية والخداع من سمات ثقافة العمل الرديئة، وتتسبب في خلق حلقة مفرغة سامة تدور بين القلق من عدم بذل جهد كافٍ في العمل، وزيف التصرفات والتظاهر بالإنتاج.

وأوضح أن حل هذه المشكلة يكمن في معالجة الثقافة التنظيمية للمؤسسة بدلاً من التدقيق في عمل الموظفين على نحو فردي، وترى “ميشا آن مارتن” الخبيرة في إدارة تحليلات الموارد البشرية في “وورك هيومان” أن المديرين يتمتعون بوضع يسمح لهم بتحقيق ذلك.

وهذا يعني في وجهة نظرها أن المديرين أنفسهم بحاجة للتغلب على الرغبة في الحفاظ على مظهرهم وتصوير أنفسهم بأنهم أكثر إنتاجية، وأن يصبحوا أكثر صراحة وشفافية بشأن احتياجهم للراحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى