الضغوط المالية في الدخول المدرسي: تحديات تواجه الأسر المغربية في زمن الأزمات
مع حلول شهر شتنبر، يواجه العديد من أرباب الأسر في المغرب ضغوطًا مالية متزايدة، حيث تتزايد التكاليف المرتبطة بـ “الدخول المدرسي”، مما يثقل كاهل ميزانياتهم.
الأسر ذات الدخل المحدود تجد نفسها بشكل خاص تحت ضغط شديد، بينما تواجه الأسر المتوسطة تحديات مالية غير مسبوقة بسبب ارتفاع تكاليف المستلزمات المدرسية.
و منذ شهر رمضان، توالت المناسبات الدينية والاجتماعية، مما أثر بشكل كبير على ميزانيات الأسر. بدءًا من تكاليف شعيرة الأضحية، مرورًا بالمصروفات المرتبطة بالعطلات الصيفية، وصولاً إلى النفقات المدرسية، ما أدى إلى استنزاف الموارد المالية لكثير من الأسر.
الوضع يصبح أكثر تعقيدًا بالنسبة للأسر التي تعتمد على التعليم الخاص، حيث تتضاعف الأعباء المالية بشكل كبير.
كما تشير التقارير الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط إلى تزايد نفقات الأسر وتوقعات غير متفائلة بشأن تدهور وضعها المالي، حيث تفاقم الجفاف وارتفاع الأسعار من هذا الوضع، مما يطرح تحديات جديدة أمام القدرة الشرائية.
في هذا السياق، يبرز المحلل الاقتصادي عبد الرزاق الهيري أهمية التخطيط المالي الجيد لمواجهة مصاريف العطل والمدرسة. ويشدد على أن معظم الأسر تنتمي إلى الطبقة الضعيفة والمتوسطة، مما يتطلب إدارة عقلانية للدخل وتوزيعه بفعالية.
و يُبرز أيضًا أهمية الادخار لتغطية النفقات المتزايدة، مشيرًا إلى تأثير ذلك على القطاعات الحيوية التي تعتمد على الاستهلاك المستدام. الزيادة الكبيرة في النفقات الصيفية والمدرسية تساهم في الضغط المالي على الأسر.
من ناحيته، يشير الباحث الاقتصادي محمد جدري إلى تدهور القدرات الشرائية منذ أبريل 2021، مما دفع العديد من الأسر، خاصة ذات الدخل المحدود، إلى اللجوء إلى الاقتراض لتغطية نفقاتها.
و تواتر المناسبات والأعياد أصبح عبئًا ماليًا كبيرًا، مما يعزز الاعتماد على الاقتراض، سواء من المؤسسات البنكية أو عبر الاقتراض العائلي.
و يعتبر أن دوامة الاقتراض ستستمر، حيث تجد الأسر نفسها مضطرة للاقتراض لتلبية احتياجات أساسية مثل الملابس والتمويل التعليمي، مما ينعش نشاط المؤسسات البنكية ويزيد من الاعتماد على الاقتراض العائلي.
و يجمع الخبراء على ضرورة تبني التخطيط المالي السليم والادخار كوسيلة لتخفيف الأعباء المالية. يجب أن تكون الأولوية لتغطية مصاريف الدخول المدرسي، نظرًا لأهمية هذا الاستثمار في تطوير الإنسان ومستقبل أبنائه.