صحيفة إسبانية: المغرب يقترب من تصدر قائمة أكبر منتجي السيارات في أفريقيا

يستعد المغرب لتحويل نفسه إلى أكبر منتج للسيارات في أفريقيا، متفوقًا على جنوب أفريقيا التي ظلت لسنوات طويلة في الصدارة بلا منازع.

يعود هذا التحول الكبير إلى الاستثمارات المتزايدة في صناعة السيارات المغربية، خاصة في مشاريع السيارات الكهربائية، وفقًا لدراسة حديثة أعدتها شركة BMI-Fitch Solutions.

تتوقع الدراسة أن يصل إنتاج المركبات في المغرب إلى حوالي 614 ألف وحدة في عام 2023، بينما سينخفض الإنتاج في جنوب أفريقيا إلى 591 ألف وحدة.

و يعكس هذا الاتجاه النمو المستدام لصناعة السيارات المغربية، الذي يعززه قرب المملكة من الاتحاد الأوروبي، والاتفاقيات التجارية القائمة، والبنية التحتية اللوجستية المتطورة. كما تستفيد الصناعة المغربية من اهتمام مصنعي المعدات الصينيين، الذين يسعون للحفاظ على وصولهم إلى السوق الأوروبية.

في المقابل، تواجه جنوب أفريقيا تحديات كبيرة تؤثر على إنتاجها. تشمل هذه التحديات القضايا اللوجستية، وزيادة واردات المركبات، والمخاطر السياسية. وعلى الرغم من التوقعات باستعادة جنوب أفريقيا لمكانتها الرائدة في إنتاج السيارات بحلول عام 2025، تشير دراسة Fitch Solutions إلى أن البلاد ستواصل مواجهة ضغوط طويلة المدى نتيجة لهذه القضايا، بالإضافة إلى الانبعاثات والتحديات المرتبطة بالانتقال إلى الكهرباء.

و تبدو التوقعات طويلة المدى للمغرب أكثر تفاؤلاً، حيث من المتوقع أن ينمو إنتاج المركبات بمعدل سنوي متوسط يبلغ 6.8% حتى عام 2033، ليصل إلى 1.09 مليون وحدة سنويًا.

ومع ذلك، يعتمد هذا النمو بشكل كبير على سوق الاتحاد الأوروبي، مما قد يشكل نقطة ضعف. ومع ذلك، اتخذ المغرب خطوات لتوسيع أسواقه، بما في ذلك تعزيز التجارة في أفريقيا من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، بالإضافة إلى اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والشرق الأوسط.

و في سياق متصل، يحتضن المغرب مصنعًا للبطاريات قادرًا على تشغيل نصف مليون سيارة سنويًا، مما يعزز من قدرته التنافسية في السوق.

في المقابل، تواجه جنوب أفريقيا بيئة تشغيل غير ملائمة، تتسم بتحديات تتعلق بالانبعاثات، والعمالة، والتجارة، والنقل. على الرغم من التفاؤل المتجدد في صناعة السيارات في ظل “حكومة الوحدة الوطنية”، فإن سوء إدارة الموانئ والمنافسة المتزايدة من شركات تصنيع المعدات الصينية والهندية تمثل مشكلات خطيرة على الإنتاج المحلي.

تتوقع شركة Fitch Solutions أن يرتفع إنتاج المركبات في جنوب أفريقيا بمعدل سنوي متوسط يبلغ 0.9% فقط بين عامي 2024 و2033، ليصل إلى 687 ألف وحدة سنويًا. ستواجه جنوب أفريقيا حواجز إضافية أمام الاستثمار بسبب سياسات مثل آلية تعديل حدود الكربون التابعة للاتحاد الأوروبي (CBAM)، نتيجة اعتمادها على الفحم كمصدر للطاقة وموقعها الجغرافي، مما يزيد من انبعاثات النقل للصادرات إلى أوروبا ويبطئ التحول إلى الكهرباء.

يسلط هذا التغيير في قيادة إنتاج السيارات في أفريقيا الضوء على الحاجة الملحة للتكيف مع السوق العالمية المتغيرة باستمرار، حيث تلعب عوامل مثل الاستدامة والخدمات اللوجستية والعلاقات التجارية دورًا متزايد الأهمية.