عودة صادرات البطاطس والبصل إلى إفريقيا و مخاوف من ارتفاع الأسعار مرة أخرى
أثار قرار إعادة فتح باب التصدير أمام بعض المنتجات الوطنية، مثل البصل والبطاطس، نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء، قلق المستهلكين من احتمال ارتفاع أسعار هذه المواد داخل السوق الوطنية مرة أخرى، خاصة بعد عودتها إلى مستواها الطبيعي مؤخرًا بعد أشهر من الارتفاع.
و تشير معطيات صادرة عن المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، الخاضعة لوصاية وزارة الفلاحة، إلى أن قرار إعادة التصدير دخل حيز التنفيذ الأسبوع الجاري، ومن المتوقع وصول الشحنات الأولى من المغرب إلى بلدان إفريقيا.
أثار القرار نقاشًا بين المهنيين، فبينما يرى البعض أن التصدير سيمنع ضياع المنتجات الفائضة، يخشى آخرون انعكاسه السلبي على الأسعار.
يؤكد عبد الرزاق الشابي، رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفاكهة بالدار البيضاء، على وفرة العرض وانخفاض أسعار الخضر والفواكه في السوق، خاصة البطاطس والبصل والجزر، مرجعًا ذلك إلى ارتفاع الإنتاج.
ويُشير إلى أن أسعار البصل تتراوح حاليًا بين 1 و 2 درهم للكيلوغرام، والبطاطس بنفس الأسعار، مؤكداً أن هذه الأسعار تراعي القدرة الشرائية للمواطنين.
يُحذر الشابي من مخاطر “التصدير المتوحش” واستنزاف كميات كبيرة من البطاطس والبصل دون مراعاة احتياجات السوق الوطنية، ما قد يُعيد شبح ارتفاع الأسعار كما حدث خلال السنتين الماضيتين.
للتخفيف من هذه المخاوف، تضمنت المذكرة الخاصة بإعادة التصدير شروطًا لتسقيف كميات المنتجات المصدرة مع إمكانية وقف التصدير في حال نقصها في السوق المحلية.
يُثير قرار إعادة فتح التصدير مخاوف مشروعة من ارتفاع الأسعار، لكنّ وفرة العرض وشروط التصدير المُقننة تُخفف من هذه المخاوف. يبقى هاجس “التصدير المتوحش” حاضرًا، ما يتطلب مراقبة صارمة لضمان التوازن بين احتياجات السوق المحلية والصادرات.