المغرب يرفع الرهان على الطاقة الشمسية لجعل الطاقة النظيفة هي الرقم الأهم في توليد الكهرباء
يتجه العالم بخطى ثابتة نحو الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي لتوليد الكهرباء، مدفوعًا بتراجع تكلفة هذا المصدر النظيف و دوره المحوري في مكافحة تغيرات المناخ وتحقيق الحياد الكربوني. ويُعد المغرب من رواد هذا التحول، مُراهنًا على الطاقة الشمسية لضمان مستقبل طاقة نظيفة ومستدامة.
تشير التوقعات إلى أن مصادر الطاقة المتجددة ستشكل 42٪ من إجمالي توليد الكهرباء عالميًا بحلول عام 2028، مع مساهمة طاقة الشمس والرياح بأكثر من نصف تلك النسبة. وتُعد هذه ميزة كبيرة للمغرب، حيث يمتلك إمكانات هائلة في هذين المجالين بفضل موقعه الجغرافي المميز.
وفقًا لتقرير استثمارات الطاقة العالمية 2024 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على الطاقة الشمسية 500 مليار دولار سنويًا، متجاوزًا لأول مرة جميع مصادر توليد الكهرباء الأخرى.
ويُجسد المغرب قصة نجاح ملهمة في مجال الطاقة الشمسية من خلال محطة نور، وهي واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم. وتخطط المملكة لزيادة قدراتها من الطاقة الشمسية بشكل كبير في السنوات المقبلة كجزء من استراتيجيتها الطموحة للطاقة المتجددة التي بدأتها عام 2009.
تستعد الحكومة المغربية لتشغيل ثلاث محطات عملاقة للطاقة الشمسية في ميدلت بحلول عام 2027. ومن المتوقع أن تُساهم هذه المشاريع بشكل كبير في تعزيز انتشار الطاقة المتجددة في البلاد، حيث تُشكل المصادر المتجددة حاليًا 37٪ من إجمالي قدرة إنتاج الكهرباء في المغرب.
يتطلع المغرب إلى رفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة إلى 52٪ من إجمالي الطاقة المنتجة بحلول عام 2030، مقارنة بـ 37.6٪ حاليًا. سيتم تحقيق هذا الهدف من خلال الاستثمارات في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل خاص.
شهد عام 2023 زيادة هائلة في سعة الطاقة المتجددة على مستوى العالم، حيث ارتفعت بنسبة 50٪ لتتجاوز 500 غيغاواط. واستحوذت الطاقة الشمسية على النصيب الأكبر من هذه الزيادة.
و أدى الاعتماد المتزايد على مزيج كهربائي نظيف إلى تحسين إمكانية الوصول إلى كهرباء بأسعار معقولة. فقد انخفضت أسعار 96٪ من سعة توليد الطاقة الشمسية الجديدة على مستوى المرافق، مقارنة بالفحم والغاز الطبيعي في عام 2023.
يُقدم المغرب نموذجًا يحتذى به في مجال الطاقة الشمسية، مُثبتًا قدرته على تحقيق تحول هائل نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. وبفضل استثماراته المستمرة في هذا المجال، يمهد المغرب الطريق لمستقبل واعد يتمتع فيه بأمن طاقوي وبيئة صحية.