أدلة تاريخية.. لماذا ستواصل الأسهم الأمريكية الاتجاه الصعودي القوي في النصف الثاني؟
قدمت الأسهم الأمريكية أداءً مذهلاً في النصف الأول من العام، وإذا كان التاريخ دليلاً استرشاديًا لما هو قادم، فقد تكون وول ستريت على موعد مع ستة أشهر قوية أخرى
في يناير الماضي، حقق مؤشر “إس آند بي 500” – الذي ارتفع قرابة 14.5% في الأشهر الستة الأولى من عام 2024 – إغلاقًا قياسيًا جديدًا لأول مرة منذ أكثر من عامين
ومنذ ذلك الحين، حقق المؤشر 32 مستوى قياسيًا مرتفعًا جديدًا، وهي وتيرة تعادل إغلاقًا قياسيًا جديدًا في جلسة واحدة تقريبًا من كل ثلاث جلسات، وفقًا لشركة “كوميريكا- Comerica” لإدارة الثروات.
الدليل التاريخي
– في مذكرة صدرت اليوم، حذر “جولدمان ساكس” من ارتفاع المخاطر في سوق الأسهم الأمريكي خلال النصف الثاني بسبب التقييمات العالية والمخاطر السياسية المتزايدة، لكنه أكد أن النصف الأول القوي من حيث أداء الأسهم، عادة ما يتبعه نصف آخر قوي
– سجل مؤشر أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة واحدة من أفضل بداياته للعام على الإطلاق، حيث حل عائد النصف الأول (نحو 14.5% حتى نهاية يونيو) في المرتبة الثالثة عشرة كأفضل بداية لمؤشر “إس آند بي 500” منذ عام 1950
– قال فريق “كوميريكا” بقيادة كبير مسؤولي الاستثمار “جون لينش”، في مذكرة يوم الإثنين، إن التاريخ يشير إلى أن السوق القوي خلال النصف الأول من العام يحافظ عمومًا على زخمه خلال النصف الثاني
– منذ عام 1990، لم تكن هناك سوى 10 مناسبات حقق فيها مؤشر “إس آند بي 500” عائدًا يزيد على 10% في النصف الأول من العام
– في هذه الحالات، سجل المؤشر عائدًا إيجابيًا في النصف الثاني من العام، بمتوسط عائد 10.8% على مدى الأشهر الستة التالية و14.2% على مدى الأشهر الإثني عشر التالية.
أنصاف الأعوام التي تجاوز فيها عائد “إس آند بي 500” مستوى 10% |
|||
العام |
عائد النصف الأول (%) |
عائد الثاني الأول (%) |
عائد 12 شهرًا بعد النصف الأول (%) |
1991 |
12.4 |
12.4 |
10.0 |
1995 |
18.6 |
13.1 |
23.1 |
1997 |
19.5 |
9.60 |
28.1 |
1998 |
16.8 |
8.40 |
21.1 |
1999 |
11.7 |
7.00 |
6.00 |
2003 |
10.8 |
14.1 |
17.1 |
2013 |
12.6 |
15.1 |
22.0 |
2019 |
17.3 |
9.80 |
5.40 |
2021 |
14.4 |
10.9 |
(11.9) |
2023 |
15.9 |
7.20 |
21.20 |
2024 |
14.5 |
— |
— |
عام الانتخابات الرئاسي
– في الوقت نفسه، قال المحللون إن سنوات الانتخابات الرئاسية، وخاصة تلك التي يترشح فيها الرئيس الحالي لإعادة انتخابه، توفر أيضًا رياحًا مواتية لسوق الأسهم
– في الواقع، حقق مؤشر “إس آند بي 500” مكاسب في كل عام إعادة انتخاب للرئيس منذ عام 1944، لكن أداء هذا العام لا يزال “بارزًا” لأن الأسهم عادة ما تشهد أداءً ليس بالقوي في النصف الأول من سنوات الانتخابات الرئاسية.
أداء المؤشر في الأعوام التي شهدت إعادة ترشح الرئيس الحالي |
||
العام |
عائد النصف الأول (%) |
عائد العام بأكمله (%) |
1956 |
3.00 |
2.80 |
1964 |
9.00 |
13.0 |
1972 |
5.00 |
15.0 |
1976 |
15.0 |
19.0 |
1980 |
5.50 |
25.5 |
1984 |
(7.00) |
1.00 |
1992 |
(2.00) |
5.00 |
1996 |
9.00 |
20.0 |
2004 |
2.00 |
9.00 |
2012 |
8.50 |
14.0 |
2020 |
(4.50) |
16.0 |
2024 |
14.5 |
— |
– كانت مكاسب المؤشر في النصف الأول لهذا العام هي الأفضل له في النصف الأول من أي عام يشهد انتخابات رئاسية منذ 1976، وثاني أفضل أداء في أعوام الانتخابات على الإطلاق، وفقًا لـ “داو جونز ماركت داتا”
– وفقًا لمحللي “كوميريكا”، فعادة ما يكون النصف الثاني من عام الانتخابات (الذي يشهد إعادة ترشح الرئيس الحالي)، هو الذي ينتج أقوى المكاسب للمؤشر
– اختتمت الأسهم الأمريكية على ارتفاع الثلاثاء بعد تأكيد رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” أن التضخم عاد إلى مسار هبوطي، رغم قولخ إنه لا يزال من السابق لأوانه أن يتخذ البنك المركزي خطوة بشأن أسعار الفائدة
– كما اختتم مؤشر “إس آند بي 500” تداولات الأربعاء المختصرة مرتفعًا عند مستوى قياسي جديد، بعدما أغلق فوق 5500 للمرة الأولى على الإطلاق أمس.
أسباب للقلق
– عزا المحللون المكاسب القوية في النصف الأول إلى الحماس بشأن الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى النمو الاقتصادي المرن والتوقعات بتخفيض أسعار الفائدة
– لكن البعض يتوقع أن يكافح سوق الأسهم على الأرجح للحفاظ على ارتفاعه السريع خلال بقية العام مع ابتعاد المستثمرين عن الأسهم مرتفعة الأسعار بشكل كبير وعدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية وانتخابات نوفمبر.
– قال “آدم تورنكويست” كبير الاستراتيجيين الفنيين في “إل بي إل فايننشال” لشبكة “إيه بي سي”: “كانت بداية رائعة للغاية لهذا العام، لكن في حين نتطلع إلى النصف الثاني، نعتقد أن السوق شهد إفراطًا في الشراء”
– فيما قال “مايك لوكاس” الرئيس التنفيذي لشركة “ترومارك إنفستمنتس”: “ساعد تأثير الذكاء الاصطناعي في تحسين معنويات السوق، لكن يبدو أن حفنة من الأسهم شديدة التركيز هي ما تقود السوق في أي وقت”
– الأكثر من ذلك، أن الاقتصاد يواجه عددًا من التهديدات، ولعل أبرزها أن المزيج المستمر من أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم العنيد قد يثقل كاهل الشركات ويؤثر على الأرباح ويستنفد صبر المستثمرين.