الجفاف يدفع معدل البطالة في المغرب إلى الارتفاع..مع تفاقم أزمة الشباب
بحسب المعطيات الأخيرة التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط، فإن الجفاف تأثر سلبًا على سوق العمل في المغرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، حيث ارتفع معدل البطالة في المملكة إلى 13.7% مقارنة بـ 12.9% خلال نفس الفترة من العام الماضي.
ولاحظت المندوبية ارتفاعًا ملحوظًا في معدل البطالة في الفئة العمرية بين 15 و24 عامًا إلى 35.9%، وهي الفئة التي تعتبر الأكثر نشاطًا وإنتاجية.
و أشار علي الغنبوري، رئيس مركز الاستشعار الاقتصادي والاجتماعي، إلى زيادة معدل البطالة بنسبة 8 نقاط مقارنة بالربع الأول من عام 2023، وذلك بسبب فقدان 159 ألف فرصة عمل بالوسط القروي نتيجة تداعيات الجفاف وتأثيرها على الأنشطة الزراعية في الريف، مما أدى إلى زيادة معدل البطالة وتأثيرها على معدل النمو والبطالة.
وأشار الغنبوري إلى أن الارتفاع في معدل البطالة لا يعكس عدم وجود دينامية إيجابية في خلق فرص العمل في المغرب على المستوى الحضري، حيث تم إنشاء 78 ألف وظيفة جديدة، ولكن تأثيرات الجفاف والاعتماد المستمر على القطاع الزراعي أثرت سلبًا على مستوى النمو والبطالة.
وأضاف أن هناك تأثيرات سلبية على الاقتصاد الوطني نتيجة الأزمات المتتالية التي عاشتها المغرب، حيث ساهمت جائحة كورونا في فقدان 420 ألف وظيفة، وعلى الرغم من أن أرقام عام 2021 كانت جيدة في استعادة فرص العمل، فإن ارتفاع معدل التضخم أثر بشكل مباشر على القطاع غير المهيكل وزاد من نسبة البطالة.
وفيما يتعلق بارتفاع معدل البطالة في الفئة العمرية بين 15 و24 عامًا، أوضح الغنبوري أن هذا يشير إلى أن وتيرة النمو في المغرب غير كافية لخلق فرص العمل، وأن حجم التوظيف يتراجع بشكل كبير اليوم، مما يشير إلى وجود مشاكل في البنية الاقتصادية للمملكة التي أصبحت غير قادرة على تحفيز النمو وتعزيز فرص العمل.
وأوصى الغنبوري الحكومة بتقديم تحفيزات للمشغلين لتوفير فرص عمل للشباب وتقليل معدل البطالة وتحسين سياسات التوظيف، وتبني سياسات تتناسب مع التغيرات في سوق العمل وتساهم في تقليل معدلات البطالة، مشيرًا إلى أن السياسة الحالية التي وضعت في التسعينيات لم تعد ملائمة لمواجهة تحديات سوق العمل الحالية.