رغم أهمية الصين بالنسبة لـ تسلا .. ماذا تعني زيارة إيلون ماسك الأخيرة؟
حصدت “تسلا” ثمارًا فورية من زيارة مديرها التنفيذي “إيلون ماسك” الأخيرة للصين في عطلة نهاية الأسبوع الماضي من خلال اتفاق استخدام بيانات الخرائط التي تقدمها “بايدو”، والذي يساعد بصورة كبيرة في إدخال تكنولوجيا مساعدة السائق في أكبر سوق للسيارات في العالم.
وبموجب الاتفاق، ستوفر “بايدو” -التي تهيمن على سوق البحث على شبكة الإنترنت في الصين- وظائف رسم الخرائط والملاحة لمساعدة صانعة السيارات الكهربائية الأمريكية على تشغيل تقنية مساعدة السائق الخاصة بها في البلاد.
كما أعلنت مجموعة صناعية صينية أن سيارات “تسلا” كانت من بين أكثر من 70 سيارة تم اختبارها بنجاح للتأكد من امتثالها لقواعد أمن البيانات.
وبدعم من تلك الأنباء، قفز سهم “تسلا” في نهاية تعاملات وول ستريت أمس بنسبة 15.31% عند 194.05 دولار، مسجلاً أكبر وتيرة صعود في أكثر من ثلاث سنوات، لترتفع ثروة “ماسك” -البالغ من العمر 52 عامًا- بمقدار 18.5 مليار دولار إلى 202 مليار دولار، حسب مؤشر “بلومبرج” للمليارديرات.
ما أهمية الصين بالنسبة لـ “تسلا”؟
الصين هي أكبر سوق للشركة خارج الولايات المتحدة كما أنها جزء حيوي من سلسلة التوريد لسياراتها الكهربائية، كما أنها ذات أهمية متزايدة كمركز تصدير إقليمي.
قرر “ماسك” في عام 2018 بناء مصنع للشركة في شنغهاي للمساعدة في قيادة النمو السريع لسوق السيارات الكهربائية الصينية، وكانت سيارة “موديل واي” ثالث أكثر السيارات الكهربائية مبيعًا في الصين خلال مارس من هذا العام، حسب بيانات “كلين تكنيا”.
وتبلغ حصة “تسلا” من مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة في الصين 7.5% فقط، بينما تهيمن الصينية “بي واي دي” -المدعومة من الملياردير “وارن بافت”- على حصة 33%.
كيف تغيرت المبيعات المحلية لـ “تسلا” في الصين والصادرات في الفترة الأخيرة؟ |
||
الفترة الزمنية |
المبيعات المحلية في الصين |
الصادرات |
الربع الرابع 2022 |
121.61 |
106.17 |
الربع الأول 2023 |
137.42 |
91.89 |
الربع الثاني 2023 |
156.67 |
90.54 |
الربع الثالث 2023 |
139.62 |
82.89 |
الربع الرابع 2023 |
169.93 |
78.75 |
الربع الأول 2024 |
132.42 |
88.45 |
ما أهمية نتائج زيارة “ماسك”؟
تحصل “تسلا” على رسوم من السائقين في الولايات المتحدة بقيمة 99 دولارًا شهريًا لتفعيل مزايا القيادة الذاتية (إف إس دي) وهو نظام يساعد في القيادة لكنه يتطلب أيضًا انتباه السائقين.
ويرى “توم نارايان” المحلل لدى “آر بي سي كابيتال ماركتس” أن السماح بتقديم نفس الخدمة في الصين -التي توفر بها الشركة نحو 1.6 مليون سيارة على الطريق- يعني أن “تسلا” قادرة على فرض رسوم الاشتراك بالنظام على أسطول كبير من السيارات.
وسيكون التوسع في الصين بمثابة اختبار لكيفية تنافس تكنولوجيا القيادة الذاتية التي تقدمها “تسلا” مع المنافسين المحليين.
وكتب “دان إيفز” محلل قطاع التكنولوجيا لدى “ويدبوش” في مذكرة للعملاء: هذه لحظة فاصلة بالنسبة لـ “ماسك” وكذلك لبكين، في الوقت الذي تواجه فيه “تسلا” منافسة محلية ضخمة في مجال السيارات الكهربائية في الصين إلى جانب تراجع الطلب.
وأضاف أن زيارة “ماسك” لبكين تمثل منعطفًا حاسمًا لطموحات “تسلا” في الصين واستراتيجيتها العالمية فيما يتعلق بالمركبات ذاتية القيادة.
وأشار “إيفز” إلى أن تقييم “تسلا” على المدى الطويل يعتمد على الدخل من تقنية القيادة الذاتية، وأن الصين كانت بمثابة القطعة المفقودة من اللغز.
وبشكل عام، يساعد التعاون بين “تسلا” والصين على تطوير أعمال الشركة ويشير إلى تحولات محتملة في المشهد التكنولوجي الأوسع نطاقًا بين الولايات المتحدة والصين، كما يمكن لهذه الخطوة الاستراتيجية من قبل “ماسك” جنبًا إلى جنب مع ابتكارات “تسلا” وشراكاتها المستمرة في الصين أن تمهد الطريق لتغييرات عميقة في كيفية تكامل المركبات ذاتية القيادة عالميًا.
هل تعني تلك الخطوة تغير نهج الصين؟
يتوقع الكثير من الخبراء أن الصين تحت رئاسة “شي جين بينغ” تمنح الأولوية للأمان على النمو الاقتصادي، وللاستقلال التقني على التكامل مع العالم الخارجي.
ولكن ذكرت “أنجيلا تشانج” أستاذة القانون بجامعة “هونج كونج” أن هناك علامات على أن بكين تخفف نهجها، في ظل الحاجة للاستثمار الأجنبي لتعزيز الاقتصاد.
وأضافت أن شركات صناعة السيارات الكهربائية في الصين ترغب في السيطرة على الأسواق العالمية، كما أن لدى بكين حافزًا قويًا لكي تظهر للعالم أن قضايا أمن البيانات لا تشكل عائقًا أمام التجارة الدولية للمركبات الكهربائية الصينية.