الاقتصادية

أسعار النفط تحت رحمة التوترات الجيوسياسية: هل ستصعد أم تنخفض بعد الرد الإيراني؟

لعدة أيام، استمرت أسعار النفط متأثرة بالتوترات المتصاعدة جراء التهديدات المحتملة من إيران برد على الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أثار مخاوف من تأثيرها على الأسواق العالمية.

بينما كانت التوقعات تتجه نحو تصاعد الأزمة وتأثيرها الكبير على أسعار النفط، جاء الرد الإيراني على إسرائيل في الليلة الماضية مخالفاً لتلك التوقعات، حيث بقي محدوداً نسبياً، مما أدى إلى تخفيف الضغط على أسعار النفط وتهدئة الأسواق إلى حد ما.

تمكنت أسعار النفط من تحقيق بعض الارتفاعات خلال التعاملات الأخيرة، لكنها سجلت خسائر أسبوعية بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك التوقعات السلبية لنمو الطلب العالمي على الخام والمخاوف من تباطؤ تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

وفي ظل هذه التطورات، شهدت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تقلبات في الأسعار، حيث تجاوز خام برنت مستوى 90 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ خمسة أشهر، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.

ومع توقعات منظمة أوبك بارتفاع قوي في الطلب على النفط خلال فصل الصيف، يترقب المستثمرون بحذر تأثيرات الرد الإيراني على الأسواق، مع احتمال حدوث ارتفاعات متواضعة في أسعار النفط بسبب التوترات الجيوسياسية، في حال استمرار التصعيد في المنطقة.

ومن المعروف أن أسعار النفط تتأثر بعدة عوامل، من بينها التوترات الجيوسياسية، والتقلبات في مسار الفائدة في الولايات المتحدة، إلى جانب التوقعات المرتبطة بالطلب على النفط، والتحولات في الصين والاقتصاد العالمي بشكل عام.

وعلى الرغم من توقعات النمو القوي للطلب على النفط من قبل أوبك، فإن هناك عوامل تثير القلق مثل تباطؤ الاقتصاد العالمي وتقلبات الطلب، مما يجعل الأسواق تترقب بحذر المشهد الاقتصادي والجيوسياسي المتغير.

في تصريحات ، أكدت خبيرة النفط والغاز، لوري هايتايان، أن الأوضاع الراهنة في المنطقة، بما في ذلك الضربات الإيرانية الأخيرة، من المرجح أن تؤثر مباشرة على أسعار النفط.

وقد أشارت إلى تصاعد الأحداث المحتملة في المستقبل، ما يجعل حالة عدم الاستقرار تتزايد، خاصةً مع التهديدات المستمرة بشأن استهداف إسرائيل وتحذيرات الولايات المتحدة ومشاركة فرنسا وبريطانيا في دعم إسرائيل، مما يزيد من التوترات في المنطقة.

وأشارت إلى إمكانية تدخل روسيا في المواجهة، مما يزيد من عدم اليقين بشأن الأوضاع الحالية ويؤثر سلباً على الأسعار.

وأوضحت هايتايان أن أي تصعيد محتمل سيؤثر بشكل كبير على الأسعار، مع احتمال حدوث ارتفاعات غير مسبوقة في ضوء هذه التطورات، حتى يتم تهدئة الأمور واستقرار الوضع في المنطقة.

وتابعت خبيرة النفط والغاز أن بيان البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة بشأن انتهاء العملية المتصلة بالرد الإيراني، قد يساهم في تهدئة الأمور، خاصةً في حال عدم التصعيد من إسرائيل خلال الساعات القادمة، مما يقلل من احتمالات ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير.

وفيما يتعلق بتهديدات رئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري، بتصعيد أوسع في حال ردت إسرائيل، فقد أكدت هايتايان على أن أي تصعيد محتمل يزيد من التوترات والضغوط على الأسواق، مما يجعل الاستقرار السريع للأوضاع هو الحلا الأمثل لتجنب ارتفاع أسعار النفط بشكل مفاجئ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى