اقتصاد المغرب

غياب الشفافية يثير تساؤلات حول استفادة المغرب من “إكس لينكس”

تُكثّف شركة إكس لينكس (Xlinks) ضغوطها على لندن للتوقيع على عقد شراء الطاقة الخضراء التي قد يتم إنتاجها في جهة كلميم-واد نون، بينما تحيط الحكومة المغربية نوعًا من الغموض بشأن مصير الصفقة حول مشروع الربط الكهربائي البحري بين المغرب والمملكة المتحدة.

لا يزال مشروع الكابل البحري الذي يربط المغرب بالمملكة المتحدة يثير اهتمام وسائل الإعلام الغربية، بل خلق نقاشًا حادًا داخل البرلمان البريطاني.

مع مرور الوقت، يُظهر المشروع علامات على التطور، ونجح في جذب عمالقة الطاقة في العالم.

في البداية، تم تقديم شركة إكس لينكس، صاحبة المشروع، على أنها شركة ناشئة بسيطة غير معروفة في ميدان الطاقة، لكن اليوم، تطورت فكرة أطول كابل كهربائي بحري في العالم، والذي يمتد لأكثر من 3900 كيلومتر، لتصبح رهانًا جيواستراتيجيًا تتقاطع فيه مصالح الدول والشركات الدولية الكبرى.

في المقابل، تفضل حكومة أخنوش سياسة الصمت عندما يتعلق الأمر بالإخبار عن سير المحادثات وطبيعة المكاسب المتوقع تحقيقها مقابل استغلال الطاقة الخضراء المنتجة على أبواب الصحراء المغربية.

على الرغم من صعوبة الحصول على المعلومات من معظم الوزارات المعنية، تمكن Le360 من جمع العديد من العناصر التي تظهر أنه حتى الآن، يميل الميزان نحو المصالح البريطانية وأن التأثير الاقتصادي للمشروع يبدو مشكوكًا فيه إلى حد كبير.

من يفعل ماذا؟

من المهم فهم خصوصيات نموذج إكس لينكس.

فالشركة هي شركة بريطانية ناشئة تأسست عام 2019 على يد سيمون موريش، المستشار السابق في ماكينزي ومورغان ستانلي، والذي استطاع أن يجمع حوله كفاءات مشهورة، بما في ذلك جيمس همفري (الذي كان سابقًا بشركة ششل وأدنوك الإماراتية)، وديف لويس (المدير السابق لشركة يونيليفر)، بادي بادماناثان (الرئيس السابق لشركة أكوا باور) ويان ديفيس (الرئيس السابق لشركة رولز رويس بي إل سي).

تعمل إكس لينكس كشركة مطورة، ولا تملك الأساس لتمويل المكونات المختلفة (مزارع الطاقة الشمسية والريحية والبطاريات والكابلات) لهذا المشروع الضخم الذي يتطلب استثمارًا قدره 22 مليار جنيه إسترليني (مقابل التقدير الأولي البالغ 18 مليار جنيه إسترليني).

لذلك، تبحث الشركة عن فاعلين قادرين على ضخ الأموال اللازمة للمشروع.

سيتم تنفيذ مشروع “إكس لينكس” بواسطة فرع “إكس لينكس فيرست” (Xlinks First)، والذي يتألف من مجموعات دولية معروفة:

– في 2 أبريل 2023، قدمت مجموعة “أوكتوبوس” البريطانية، المتخصصة في توزيع الكهرباء الخضراء، تمويلاً بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني لمرحلة تطوير المشروع. من المتوقع أن تساهم خبرتها البريطانية وقدرتها على الاستفادة من السوق البريطاني في تقدم المشروع، بالإضافة إلى التزامها بشراء كمية كبيرة من الطاقة المنتجة في المغرب.

– في اليوم نفسه، قامت المجموعة الإماراتية “TAQA”، المشهورة بسمعتها في سوق الربط الكهربائي، بتقديم تمويل بقيمة 25 مليون جنيه إسترليني. كانت المجموعة تخطط أصلاً لتمويل كابل يربط بين أستراليا وسنغافورة، لكن انتباهها تحول إلى الربط بين المغرب والمملكة المتحدة.

– في 29 نونبر 2023، انضمت المجموعة الفرنسية “طوطال إينرجيز” إلى المشروع بمساهمة أقلية في “إكس لينكس فيرست”، بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني.

– في 22 يناير 2024، انضمت الشركة الصينية المملوكة للدولة “نينغبو أورينت وايرز آند كابلز”، المعروفة أيضًا باسم “أورينت كيبل – NBO”، والتي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في تصنيع الكابلات البحرية، إلى المشروع بتقديم تمويل بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني.

تأسست “إكس لينكس موروكو” كفرع لـ”إكس لينكس فيرست” في المغرب، برئاسة ضياء الودغيري، نائب المدير العام السابق لمازن (Masen)، والتي تعتبر أيضًا عضوًا في مجلس إدارة “إكس لينكس”. ستمتلك “إكس لينكس موروكو” جميع أصول الطاقة المتجددة في منطقة كلميم-واد نون.

تملك “إكس لينكس” شركة فرعية تسمى “XLCC”، أسسها نفس المستثمر، سيمون موريش، والتي شهدت دخول المجموعة الصينية “NBO” رأسمالها في يناير الماضي. ستتولى “XLCC” مسؤولية تصنيع الكابلات في المصنع الذي سيتم إنشاؤه في اسكتلندا قريبًا.

يؤكد المستثمرون في “إكس لينكس” أن التمويل ليس مشكلة، وأنهم مستعدون للمشاركة بنسبة تصل إلى ثلث إجمالي تكلفة المشروع. تعتبر عملية جمع الثلثين المتبقيين من التمويل إجراءً بسيطًا (عبر قروض بنكية ووكالات ائتمان التصدير).

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى