ارتفاع أسعار الفائدة يُعيق تمويل الشركات الصغرى
قدم عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدًا والصغرى والمتوسطة، تقييمًا للوضع الاقتصادي في المملكة، معبرًا عن قلقه إزاء الصعوبات التي تواجهها هذه الفئة من المقاولات في الحصول على التمويل.
وأشار إلى أن استمرار بنك المغرب في الحفاظ على سعر الفائدة عند مستوى 3% يزيد من تعقيدات الوصول إلى التمويل، وهو ما يزيد من تحديات المقاولات الصغيرة، خاصةً في ظل الأزمات الناجمة عن جائحة كورونا.
وفسر الفركي أن هذه المقاولات تواجه صعوبات في الحصول على التمويل منذ فترة، ورفع سعر الفائدة إلى 3% والاستمرار فيه على هذا المستوى يزيد من تلك المشكلة، حيث أصبح التمويل نادرًا بالنسبة لهذه الشركات.
وأكد أن الشركات الصغيرة تتضرر بشكل كبير من هذا الوضع، على الرغم من أنها تشكل 98% من النسيج المقاولاتي في المغرب وتسهم بشكل كبير في التوظيف.
وأوضح الفركي أن معظم التمويل يتجه إلى الشركات الكبيرة والمتوسطة، بينما تبقى الشركات الصغيرة بعيدة نسبيًا عن هذه الفرصة، وتضطر للتكيف مع الظروف من خلال الاعتماد على التمويل الشخصي لتغطية احتياجاتها.
وأشار إلى أن هذا الإقصاء من التمويل أدى إلى إفلاس الآلاف من الشركات خلال العام الماضي، حيث أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع حالات الإفلاس في عام 2023 إلى أكثر من 14 ألف حالة، وأكد أن التحديات في الوصول إلى التمويل والتضخم كانتا من أبرز الأسباب وراء ذلك.
وأوضح أن الشركات الصغيرة عانت بشكل خاص من تداعيات جائحة كورونا، ولم تتلقى الدعم المناسب من الحكومة، ولم يستفد الكثير منها من برنامج “ضمان أوكسجين” الذي أطلقته الحكومة لدعم المقاولات المتضررة من الجائحة.
وفي الوقت نفسه، أكد الفركي أن التعافي بطيء بالنسبة للشركات الصغيرة من هذه الأزمات، واصطدمت بمشكلة سعر الفائدة المرتفع.
وكان بنك المغرب قد أعلن استمرار سعر الفائدة الرئيسي عند 3% للمرة الرابعة على التوالي، وهو ما بدأ به في سبتمبر 2022، وقام برفع الفائدة ثلاث مرات بإجمالي 150 نقطة أساس لتصل إلى 3% في مارس من السنة الماضية، وهو أعلى مستوى منذ سنة 2014.