الشركات الزراعية الإسبانية تتجه نحو المغرب..البحث عن بيئة أعمال أكثر توافقاً
في الأسابيع الأخيرة، شهدت عدة دول أوروبية، بما في ذلك فرنسا، إيطاليا، بولندا، وحتى إسبانيا، احتجاجات المزارعين ومربي الماشية ضد البيروقراطية والشروط القاسية المفروضة عليهم من خلال السياسة الزراعية المشتركة (CAP) التي تضر بربحيتهم بالمقارنة مع الدول الأخرى، مثل المغرب. تُضاف إلى هذه التحديات الشروط الصعبة في إسبانيا بسبب ندرة المياه والأراضي الزراعية.
نتيجة لهذه الصعوبات، قامت شركات القطاع الزراعي الإسبانية بنقل جزء من إنتاجها إلى بلدان مجاورة من خلال إنشاء شركات فرعية أو الاستحواذ على حصص في الشركات المحلية. ومن بين هذه الدول، يظهر المغرب كوجهة رئيسية بسبب التكلفة المنخفضة للعمالة والبيئة التنظيمية الأكثر ملاءمة مقارنة بالاتحاد الأوروبي.
وفقًا للمصادر الإعلامية الإسبانية، يوجد حاليًا حوالي 360 شركة إسبانية تعمل في القطاع الزراعي في المغرب، ويتجاوز العدد الألف إذا تم احتساب المستثمرين والشركات الفرعية والفروع. تشير المصادر إلى أن حوالي 10% من هذه الشركات مرتبطة مباشرة أو غير مباشرة بالقطاع الفلاحي.
وتشمل هذه الشركات الإسبانية المتواجدة في المغرب علامات تجارية معروفة مثل “Juver” في مجال العصائر، و”Borges” في صناعة الزيت والمكسرات، و”Ebro Foods” التي تقدم ماركات مثل “Brillante” و”Cigala” في مجال الأرز.
تُظهر البيانات أن هذه الظاهرة ليست محصورة فقط في إسبانيا، بل تشمل شركات دول أوروبية أخرى مثل البرتغال التي نقلت جزءًا من عملياتها في مجال الأغذية الزراعية إلى المغرب للاستفادة من التسهيلات التي يوفرها هذا السوق.
تعتبر اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب التي وقعت في عام 2012 نقطة تحول حاسمة، حيث تم تحرير تقريباً جميع المنتجات، باستثناء بعض المنتجات المحدودة مثل التفاح واللوز الحلو. وقد شهدت شركات الأغذية الزراعية الإسبانية التي تشكل أكثر من 29,000 شركة في هذا القطاع، بما في ذلك شركات الآلات الزراعية وشركات البذور وشركات الزيتون، بداية تحول بطيء نحو المغرب كوجهة للاستثمار.