الفضة تصل إلى 70 دولارًا للأونصة لأول مرة على الإطلاق

واصلت أسعار الفضة صعودها القوي في الأسواق الأوروبية خلال تداولات يوم الثلاثاء، محققة مكاسب لليوم الثالث على التوالي، في موجة صعود غير مسبوقة دفعت المعدن الأبيض إلى مستوى تاريخي جديد عند 70 دولاراً للأونصة، للمرة الأولى على الإطلاق.
وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بزخم قوي في الطلب، خاصة من قبل مستثمري وتجار التجزئة، في وقت تعززت فيه جاذبية الفضة كملاذ استثماري مع تراجع الدولار الأميركي وتصاعد التوقعات بشأن توجه السياسة النقدية الأميركية نحو التيسير خلال الفترة المقبلة.
وسجلت الفضة خلال جلسة الثلاثاء ارتفاعاً بنحو 1,4 في المئة، لتبلغ مستوى 70,00 دولاراً للأونصة، بعدما افتتحت التداولات قرب 69,05 دولاراً، في حين لامست أدنى مستوياتها عند 68,92 دولاراً قبل أن تستعيد زخمها الصاعد.
وكان المعدن قد أنهى تعاملات يوم الاثنين على مكاسب قوية بلغت 2,8 في المئة، مواصلاً تسجيل مستويات قياسية جديدة، في ظل الإقبال المتزايد على المعادن الثمينة مع تنامي حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
في المقابل، واصل الدولار الأميركي تراجعه في سوق الصرف، حيث انخفض مؤشر الدولار بنحو 0,2 في المئة خلال تداولات الثلاثاء، مسجلاً أدنى مستوى له في أسبوع، وموسعاً خسائره للجلسة الثانية على التوالي.
ويُعد ضعف العملة الأميركية عاملاً داعماً رئيسياً لأسعار المعادن، إذ يجعل السلع المقومة بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
ويأتي هذا التراجع في ظل نشاط ملحوظ لعمليات بيع الدولار قبيل عطلات نهاية السنة، إلى جانب تصريحات حذرة لمسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي أظهرت تنامي المخاوف بشأن تباطؤ سوق العمل الأميركي.
وعلى صعيد السياسة النقدية، تشير بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي” إلى أن الأسواق تسعّر حالياً احتمالاً بنحو 78 في المئة للإبقاء على أسعار الفائدة الأميركية دون تغيير خلال اجتماع يناير 2026، مقابل احتمال يقارب 22 في المئة لخفضها بمقدار 25 نقطة أساس.
وفي المجمل، يراهن المستثمرون على تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة الأميركية خلال العام المقبل، وهو ما يفوق توقعات الاحتياطي الفيدرالي نفسه، الذي لا يزال يشير إلى خفض واحد فقط.
هذه التباينات في التوقعات تزيد من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد، وفي مقدمتها الفضة، التي تبدو ماضية في ترسيخ مكانتها كأحد أبرز الرابحين في أسواق السلع.




