الدولار يتذبذب مع ترقب الأسواق لقرارات البنوك المركزية الكبرى ومحادثات واشنطن وبكين

شهد الدولار الأمريكي تداولات متقلبة مع بداية الأسبوع، حيث تراجع أمام الين الياباني بعد ستة أيام من المكاسب، في حين تعافى قليلاً أمام اليورو، وسط أجواء من الحذر والترقب لقرارات مرتقبة من البنوك المركزية الكبرى حول العالم.
ويستعد المستثمرون لأسبوع حافل بالقرارات النقدية، إذ يختتم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعه الذي يستمر يومين يوم الأربعاء، بينما يعلن البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان عن سياستهما النقدية يوم الخميس، في ظل تزايد التحديات الاقتصادية والتجارية عالمياً.
في الأثناء، خفّض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة التوتر التجاري مع الصين، معلناً أن البلدين يقتربان من اتفاق تجاري نهائي، في وقت يُرتقب أن يلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية، ما دعم التفاؤل في الأسواق ودفع اليوان الصيني للارتفاع إلى أعلى مستوى له أمام الدولار منذ أكثر من شهر، عند 7.1103 يوان.
كما حدد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي لليوان عند 7.0881 للدولار، وهو الأقوى منذ منتصف أكتوبر 2024، متجاوزاً توقعات الأسواق التي رجّحت مستوى أضعف.
من جهة أخرى، واصل الين الياباني خسائره لليوم السابع على التوالي، متأثراً بتعيين رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايئيتشي، المعروفة بدعمها للسياسات المالية والنقدية التوسعية، إلى جانب الضغوط الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط على اقتصادات الدول المستوردة للطاقة.
وقد لامس الدولار مستوى 153.26 ين، وهو الأعلى منذ 10 أكتوبر، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 152.80 ين بانخفاض طفيف قدره 0.05%.
ويرى محللون أن استمرار ما يُعرف بـ”العلاوة المالية اليابانية” – المرتبطة بالمخاوف من تدهور الأوضاع المالية في البلاد – سيحدّ من قدرة الين على التعافي في المدى القريب.
ورغم أن التوقعات تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي لن يُجري أي تغيير في سياسته الحالية، إلا أن الأنظار تتجه أكثر نحو اجتماع بنك اليابان يوم الخميس، وسط تكهنات بإمكانية رفع الفائدة.
وقال بوب سافاج، رئيس استراتيجية الأسواق الكلية في BNY، إن “أي ميل نحو التشدد في بيان بنك اليابان قد يؤدي إلى تقلبات حادة في سعر الين”، مضيفاً أن “البنك يوازن بين الحاجة لدعم الاقتصاد ومخاطر التضخم المرتفع”.
ومن المرجح أن يدرس بنك اليابان ما إذا كانت الظروف الاقتصادية تسمح باستئناف رفع الفائدة تدريجياً، إلا أن الضغوط السياسية قد تدفعه إلى تأجيل أي خطوة جديدة مؤقتاً.




