اضطرابات بميناء الجزيرة الخضراء تهدد صادرات المغرب الطازجة إلى أوروبا

شهدت حركة تصدير المنتجات المغربية الطازجة نحو الأسواق الأوروبية اضطرابًا غير مسبوق في الأيام الأخيرة، إثر تأخيرات كبيرة في المعاملات الجمركية بميناء الجزيرة الخضراء الإسباني، ما أدى إلى توقف جزئي لتدفق الأسماك والفواكه والخضروات المغربية.
وأكدت جمعية مستوردي المنتجات سريعة التلف أن ما يحدث يشكل “أزمة تشغيلية” تهدد استقرار المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا، مشيرة إلى أن بعض الشحنات المغربية تتأخر أحيانًا أكثر من ثلاثة أيام داخل الميناء، وهو ما يزيد من خطر تلف المنتجات قبل وصولها إلى الأسواق الأوروبية.
وترتبط هذه الصعوبات مباشرة بتفعيل النظام الإلكتروني الجديد “H1” في 14 أكتوبر الجاري، ضمن خطة لتحديث إجراءات الجمارك الإسبانية.
وكان الهدف من النظام الجديد تسريع المعاملات، لكنه أدى في الواقع إلى بطء كبير في معالجة الملفات الجمركية، حسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسبانية.
وبحسب تقرير لصحيفة ألتاليار الإسبانية، فقد تفاقمت الأزمة نتيجة عاملين أساسيين: تشديد عمليات التفتيش على البضائع القادمة من المغرب، ونقص الكوادر البشرية المختصة داخل الميناء، ما جعل الإجراءات الجمركية تسير بوتيرة أبطأ بكثير من المعتاد.
كما ساهمت عمليات التحقق من شهادات المنشأ (EUR1) في زيادة الضغط على إدارة الميناء، إذ استغرقت المصادقة وقتًا أطول من المعتاد، ما أدى إلى تكدس الشاحنات وتعليق مؤقت لسلاسل التوريد الخاصة بالمنتجات الفلاحية والبحرية المغربية.
وفي مواجهة هذا الوضع، دعت جمعية مستوردي المنتجات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، من بينها زيادة الموارد البشرية وتسريع معالجة المعاملات الجمركية، محذرة من أن استمرار الأزمة قد يؤثر على الأمن الغذائي الأوروبي ويقلص أهمية ميناء الجزيرة الخضراء كمركز لوجستي رئيسي للمنتجات المغربية الطازجة.




