اقتصاد المغربالأخبار

المغاربة ثاني أكبر جالية أجنبية في إيطاليا بعد الرومانيين وتصدرهم لمدن رئيسية

كشفت بيانات تقرير الهجرة السنوي، الصادر عن مؤسستي “كاريتاس” و”ميغراننيس” الإيطاليتين، عن ترسيخ الجالية المغربية لمكانتها كقوة ديموغرافية رئيسية في إيطاليا، حيث بات المغاربة يحتلون المركز الثاني بين أكبر الجاليات الأجنبية المقيمة بشكل قانوني، مباشرة بعد الرومانيين، ومتقدمين على الألبان والأوكرانيين.

ويأتي هذا التمركز ضمن إجمالي عدد الأجانب المقيمين في البلاد، والذي بلغ حوالي 5.4 ملايين نسمة، مشكلاً ما نسبته 9.2 في المائة من مجموع سكان إيطاليا.

ولم يقتصر الحضور المغربي على المركز الثاني وطنياً فحسب، بل أشارت البيانات إلى تصدّر المغاربة قائمة الأجانب في عدد لافت من المقاطعات والمدن الإيطالية الحيوية.

ففي مدينة “بولونيا”، تجاوز عددهم 16 ألف مقيم، بينما في “بيرغامو”، يناهز العدد 21 ألف مغربي، ليشكلوا بذلك قرابة 17 في المائة من إجمالي الأجانب المقيمين في المدينة.

كما يتجاوز عدد المقيمين المغاربة 26 ألف نسمة موزعين على مدن أخرى مثل “أوستا” و”بييلا” و”كامبوباسو” و”كاتنزارو” وغيرها.

على الصعيد الديني، أكد التقرير أن المسيحيين لا يزالون يمثلون الأغلبية المطلقة بين الأجانب المقيمين بنسبة 51.7 في المائة، معظمهم من الأرثوذكس (1.5 مليون) من رومانيا والكاثوليك (900 ألف) من الفلبين وبولندا.

في المقابل، يبلغ عدد المسلمين المقيمين 1.7 مليون نسمة، مشكلاً المغاربة غالبيتهم، إلى جانب تزايد ملحوظ في القادمين من جنوب شرق آسيا كبنغلاديش وباكستان.

في السياق الاقتصادي، برزت أهمية العمالة الأجنبية، إذ أن أكثر من 10 في المائة من العمال البالغ عددهم 24 مليون نسمة في إيطاليا بنهاية 2024 هم من الأجانب، مع زيادة في عقود العمل المبرمة معهم بنسبة 5.8 في المائة على أساس سنوي.

ومع ذلك، لم يغفل التقرير الإشارة إلى استمرار التفاوتات وحالات الاستغلال، خاصة في القطاع الزراعي والخدماتي.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الفجوة الصارخة في مستويات الفقر؛ فبينما تبلغ نسبة الفقر بين المواطنين الإيطاليين 7.4 في المائة، تقفز هذه النسبة إلى أكثر من 35 في المائة في صفوف الأجانب. هذا يعني أن مليوناً و727 ألفاً من الأجانب في إيطاليا يعيشون في فقر مدقع.

كما أشارت البيانات إلى حجم الهجرة المغربية في سياقها العالمي؛ حيث يقدر عدد المهاجرين الدوليين بأكثر من 304 ملايين نسمة خلال السنة الجارية، منهم أكثر من 45 مليون من القارة الإفريقية، فيما ينحدر أكثر من 3 ملايين و627 ألف نسمة من المغرب وحده.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى الدور الديموغرافي للمهاجرين، حيث كان لدى أكثر من 21 في المائة من المواليد الجدد في إيطاليا العام الماضي والد واحد على الأقل من أصول أجنبية، في مؤشر على أهمية المهاجرين في المشهد الديموغرافي المستقبلي للبلاد.

كما يمثل الطلاب من الجنسية غير الإيطالية أكثر من 11.5 في المائة من مجموع الطلاب، بعدد يتجاوز 900 ألف طالب.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى