تقرير : المغرب يحل في المرتبة 47 عالمياً في مؤشر الجوع العالمي

أظهرت نتائج مؤشر الجوع العالمي (GHI) لعام 2025، الصادر حديثاً عن منظمتي “ويلت هنغهر هيلفه” الألمانية و”كونسرن وورلدوايد” الإيرلندية، أن المغرب يواصل تحسنه في مجال الأمن الغذائي، حيث صُنف ضمن فئة الدول ذات “الجوع المنخفض”، محتلاً المرتبة 47 عالمياً من أصل 123 دولة. وقد سجلت المملكة درجة 9.3 على مقياس من 100، مما يضعها في موقع متقدم إقليمياً.
ويُعد هذا التصنيف تأكيداً للمسار الإيجابي الذي قطعه المغرب على مدى عقدين، إذ انخفضت درجة المؤشر من 15.6 عام 2000 إلى 9.3 حالياً، بفضل جهود مكافحة الفقر وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية مثل “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.
كما ساهم الاستثمار في الصحة الأولية وتوفير المياه الصالحة للشرب في تحسين المؤشرات الفرعية الأساسية للمؤشر، ومنها انخفاض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة إلى 1.6 في المائة.
و على الرغم من الإنجاز، أشار التقرير بوضوح إلى تباطؤ مقلق في وتيرة التقدم في السنوات الأخيرة. فبين عامي 2016 و2025، لم يتراجع المؤشر سوى بنحو 0.7 نقطة فقط، بعد أن كان التراجع أسرع بكثير في السنوات التي سبقتها.
ويعزو الخبراء هذا التباطؤ إلى عوامل متداخلة تشمل تأثير الأزمات الاقتصادية العالمية، وتكرار موجات الجفاف، والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية. هذه التحديات مجتمعة أثرت على استقرار الأمن الغذائي الوطني، خاصة وأن نحو 2.4 مليون مغربي ما زالوا يعانون من نقص غذائي مزمن.
الأكثر إثارة للقلق هو الفجوة الصارخة بين المجالين الحضري والقروي. فالمناطق القروية تسجل معدلات فقر غذائي تتجاوز نظيرتها الحضرية بثلاثة أضعاف تقريباً، مما يبرز التحديات الهيكلية المستمرة، خاصة في المناطق المتأثرة بالظروف المناخية المتقلبة وندرة المياه.
إقليمياً، يحتل المغرب المرتبة الخامسة عربياً بعد كل من الإمارات والكويت وتونس والجزائر، متقدماً بذلك على دول مثل مصر والأردن وليبيا والعراق.
كما يتجاوز أداء المملكة متوسط منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط البالغ 12.5 نقطة. ومع ذلك، حذر التقرير من أن التقلبات المناخية في المنطقة واستمرار الاعتماد على الاستيراد قد يهددان استدامة هذا التقدم.
عالمياً، تبدو صورة مكافحة الجوع قاتمة. فقد بلغ معدل الجوع العالمي 18.3 نقطة، مشيراً إلى أن التقدم شبه متوقف. وحذر التقرير من أن الهدف الدولي “صفر جوع بحلول 2030” أصبح خارج المتناول، مع التأكيد على أن 56 دولة لن تحقق مستويات “جوع منخفض” حتى بحلول منتصف القرن.
في ختام التقييم، دعا التقرير المغرب إلى تسريع التحول نحو الزراعة المستدامة لمواجهة الصدمات المناخية، وتطوير شبكات الحماية الاجتماعية وبرامج دعم الفلاحين الصغار. كما نبه إلى ضرورة التعامل مع تحدٍ جديد يوازي سوء التغذية التقليدي، وهو مكافحة السمنة وسوء النظام الغذائي الحضري المتزايد عبر التعليم الغذائي.




