باير تعزز حضورها في المغرب وتوسع استراتيجيتها في الزراعة والصحة والذكاء الاصطناعي

يترسخ الموقع الاستراتيجي للمغرب كـركيزة محورية ضمن الاستراتيجية الإقليمية لعملاق الصناعات الدوائية والزراعية الألماني “باير” (Bayer).

فلم يعد حضور المجموعة مقتصراً على التواجد التجاري، بل تحوّل إلى نموذج متكامل يجمع بين الإنتاج، التصدير، وبناء شراكات مؤسساتية متعددة الأوجه، ما يؤكد ثقة “باير” في المملكة كقاعدة انطلاق إقليمية.

تُدير المجموعة عملياتها في المغرب من مقرها في الدار البيضاء، حيث تُشغّل نحو 200 موظف محلي. وتُشكل الوحدة الصناعية التي افتُتحت عام 2005، نقطة تحول لوجستية مهمة، حيث تحوّلت اليوم إلى منصة رئيسية للتصدير تخدم حالياً 35 سوقاً في أفريقيا، جنوب أوروبا، والشرق الأوسط.

وكشف المدير الإقليمي، أوفه داليشاو، عن طموح المجموعة لتوسيع نطاق هذه التغطية ليصل إلى 60 بلداً، في دلالة واضحة على الدور المتنامي للمغرب في خارطة “باير” العالمية.

تنشط “باير” عبر فرعين رئيسيين في المملكة: الدوائي والفلاحي. ووفقاً لـ داليشاو، يشكّل النشاط الفلاحي حالياً الوزن الأكبر ضمن إيرادات المجموعة في المغرب.

وتلعب وحدة “كروب ساينس”، المتخصصة في البذور وحماية المزروعات، دوراً حيوياً في دعم الفلاحين المغاربة من خلال توفير حلول مبتكرة لمواجهة الأمراض النباتية وتحسين المردودية الزراعية، ما يصب في خدمة الأمن الغذائي للمملكة.

و على الصعيد الصحي، تعزز “باير” تعاونها مع وزارة الصحة وهيئات علمية ومهنية لتطوير عرض العلاجات وتقوية الكفاءات. وتُركز جهودها على مجالات حيوية مثل علاج السكري، والأعصاب، وصحة المرأة، والأورام، وأمراض الدم.

كما تضع الشركة على قائمة أولوياتها مسألة الوصول إلى وسائل منع الحمل، مشيرة إلى أن نحو 30% من حالات الحمل في المغرب غير مبرمجة، ما يعكس أهمية البعد الاجتماعي لعمل المجموعة.

وفي سياق مواكبة التطور التكنولوجي، تستثمر “باير” في الابتكار الرقمي عبر نشر أدوات تشخيص مدعومة بالذكاء الاصطناعي في بعض المستشفيات، بهدف تسريع ودقة المسار العلاجي للمرضى.

من جانبه، أكد المدير العام للفرع الدوائي بالمغرب، أنس زياتي، على سعي المجموعة لـتعزيز التصنيع المحلي لـ”تلبية الطلب المتنامي وتحسين سرعة التزويد”، رغم إقراره بأن نسبة الاندماج الصناعي لا تزال محدودة.

وتلخّص “باير” رؤيتها للسيادة الصحية بأنها تمر حتماً عبر البحث والتطوير وتكييف الحلول مع خصوصيات كل بلد. وبفضل مصنعها المصدر، وشراكاتها المؤسساتية، وخياراتها التكنولوجية المتقدمة، تُكرّس “باير” المغرب قاعدة متقدمة لاستراتيجيتها العابرة للقارات.