الاقتصادية

الذهب يسطع في 2025: صناديق المؤشرات والبنوك المركزية يقودان الزخم

شهد الذهب هذا العام أداءً قويًا لافتًا، مدفوعًا بشكل رئيسي بزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) واستمرار مشتريات البنوك المركزية.

ويصف دويتشه بنك هذين العاملين بأنهما “مشتريان مهاجمان”، حيث خلقا زخمًا سعريًا يتجاوز تأثير المحركات التقليدية للمعادن الثمينة.

شهدت التدفقات الداخلة لصناديق المؤشرات المتداولة في 2025 أحد أقوى أعوام التراكم منذ إطلاق هذه المنتجات، حيث ارتفعت الأصول المدارة بنسبة 70% مقارنة بمستويات 2020 بالدولار الأمريكي، ما جعل تأثيرها على الأسعار أكثر وضوحًا مقارنة بالدورات السابقة.

ويشير المحلل مايكل هسوه من دويتشه بنك إلى أن طلب صناديق المؤشرات يمارس هذا العام “تأثيرًا أقوى بنسبة 50% على أسعار الذهب” مقارنة بالفترة بين 2021 و2024، حين كان المستثمرون يقللون من حيازاتهم.

في الوقت نفسه، تواصل البنوك المركزية إضافة نحو 400-500 طن من الذهب سنويًا، وهو اتجاه يصفه البنك بأنه غير حساس للسعر إلى حد كبير. ويمثل هذا الطلب الرسمي أحد عوامل الدعم الرئيسة للذهب، إذ استمر في الارتفاع منذ 2021 رغم الأسعار المرتفعة.

الجمع بين مشتريات البنوك المركزية غير الحساسة للسعر وتدفقات صناديق المؤشرات المتجددة يفسر تفوق الذهب على التوقعات المبنية على النماذج التقليدية.

و على الجانب الاستهلاكي، يظل طلب المجوهرات مرنًا تجاه الأسعار، حيث يتراجع عادة عند ارتفاع الأسعار ويرتفع عند انخفاضها.

ويشير هسوه إلى أن الانكماش في هذا القطاع لا يعد بالضرورة سلبيًا للسوق، في حين يظل طلب السبائك والعملات المعدنية عمومًا غير حساس للسعر، مع استثناءات في سنوات تقلب عالية.

عادة ما يعمل الذهب المعاد تدويره كمكبح على تحركات الأسعار، إذ تشجع الأسعار المرتفعة على زيادة الإمدادات.

ومع ذلك، كانت التدفقات المعاد تدويرها أقل من المتوقع في 2025، حيث بلغ العرض السنوي للنصف الأول 1,392 طنًا، أقل من خط الاتجاه الانحداري، ما يعني ضعف تأثير هذا القطاع على كبح ارتفاع الذهب.

توضح تحليلات السببية لجرانجر التي أجراها دويتشه بنك أن تغيرات أسعار الذهب تؤثر على تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة، وليس العكس. وعند توسيع التحليل ليشمل الظروف المالية العامة، تبين أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية هي المتغير الأكثر تأثيرًا على أسعار الذهب، أكثر من الدولار الأمريكي نفسه.

ويضيف هسوه: “بشكل غريب، يشير التحليل أيضًا إلى أن الدولار وأسعار الذهب كلاهما يؤثر على تغييرات عوائد سندات الخزانة وفقًا لمفهوم جرانجر”.

يحذر المحلل من أن الاعتماد الكبير على التدفقات الداخلة لصناديق المؤشرات المتداولة يعرض الذهب لمخاطر هبوطية في حال توقف هذه التدفقات أو انعكاسها.

تاريخيًا، أضاف المستثمرون الذهب عندما كانت العوائد منخفضة، مما يجعل سياسة الاحتياطي الفيدرالي محورًا رئيسيًا لتوقعات الأسعار المستقبلية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى