ستيلانتيس تعيد ترتيب أولوياتها في أميركا باستثمارات بـ10 مليارات دولار

تستعد شركة “ستيلانتيس”، مالكة علامات “جيب” و”رام”، لضخ استثمارات كبيرة تصل إلى نحو 10 مليارات دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز مركزها في السوق الأميركية، وفق مصادر مطلعة على الموضوع.
ومن المتوقع أن تعلن الشركة خلال الأسابيع المقبلة عن دفعة إضافية بقيمة 5 مليارات دولار، إلى جانب مبلغ مماثل تم تخصيصه في وقت سابق من العام، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وستستثمر الأموال في إعادة تشغيل بعض المصانع وزيادة التوظيف وإطلاق طرازات جديدة في ولايات مثل إلينوي وميشيغان.
تركز “ستيلانتيس” على استعادة بريق علامة “جيب”، مع خطط لاستثمارات جديدة في “دودج”، تشمل تطوير سيارة عضلية بمحرك “V8″، وإمكانية إعادة إحياء علامة “كرايسلر” على المدى الطويل.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطط ما زالت قيد النقاش ولم تُتخذ قرارات نهائية بشأن حجم الاستثمارات والمشاريع المستهدفة.
تأتي هذه التحركات ضمن جهود الرئيس التنفيذي الجديد أنطونيو فيلوسا، الذي تولى المنصب في مايو الماضي، لإعادة توزيع الاستثمارات بشكل جغرافي أكثر فاعلية. فقد كانت استراتيجيات سلفه كارلوس تافاريس تركز على نقل الإنتاج إلى دول منخفضة التكلفة مثل المكسيك، وضخ استثمارات كبيرة في أوروبا رغم تراجع الطلب هناك.
وقال متحدث باسم الشركة إن فيلوسا يقود حالياً تقييمًا شاملاً لجميع الاستثمارات المستقبلية في إطار التحضيرات لتحديث استراتيجية الشركة ويوم أسواق المال المقرر العام المقبل.
تعكس استثمارات “ستيلانتيس” الأخيرة اتجاه شركات كبرى أخرى لتعزيز حضورها في الولايات المتحدة لكسب دعم الإدارة الأميركية وتخفيف أثر الرسوم الجمركية.
فقد أعلنت “هيونداي” الكورية عن زيادة استثماراتها بـ5 مليارات دولار، بينما وعدت شركات أدوية أوروبية بضخ مليارات إضافية في مشاريع أميركية.
تشمل خطط “ستيلانتيس” إعادة فتح مصنع بلفيدير في إلينوي لإنتاج شاحنات متوسطة الحجم، مع توظيف حوالي 1,500 عامل، في خطوة من شأنها تهدئة مخاوف نقابة عمال السيارات المتحدة (UAW) بعد محادثات سابقة حول المصنع.
تواجه “ستيلانتيس” ضغوطًا لتعويض الخسائر السابقة في السوق الأميركية والأوروبية، والتكيف مع الرسوم الجمركية التي قد تصل إلى 25% على شاحنات “رام” المنتجة في المكسيك.
ومع ذلك، بدأت جهود الإصلاح تؤتي ثمارها، حيث سجلت الشركة زيادة في تسليماتها في السوق الأميركية خلال الربع الثالث من العام.
في الوقت نفسه، بدأ فيلوسا تقليص بعض الاستثمارات في أوروبا، بما في ذلك الانسحاب من مشروع مشترك لإنتاج سيارات تعمل بالهيدروجين مع “ميشلان” و”Forvia”، ودراسة بيع نشاط مشاركة السيارات “فري تو موف”.
كما تم الاستعانة بشركة “ماكينزي” لتقديم المشورة بشأن علامتي “مازيراتي” و”ألفا روميو”، مع نفي نية بيع “مازيراتي”.
يثير التركيز على السوق الأميركية قلق النقابات الأوروبية، خصوصًا في ظل فائض الطاقة الإنتاجية وتراجع الطلب، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من الشركات الصينية مثل “BYD”. وقد أوقفت الشركة مؤقتًا الإنتاج في ثمانية مصانع أوروبية لطرازات مثل “ألفا روميو تونالي” و”فيات باندا”، فيما من المقرر أن يلتقي فيلوسا ممثلي النقابات الإيطالية في 20 أكتوبر لمناقشة المخاوف المحتملة.