“ميتا”.. قصة إمبراطورية خلفت “فيسبوك”
مشاركة الصور والفيديوهات والرسائل الصوتية وإرسال الرسائل.. من منا يُمضي يومه دون أن يقوم بواحدة من هذه النشاطات؟
فبعد الانتشار الكبير للإنترنت والهواتف الذكية، أصبحت أيامنا مليئة بأصوات الإشعارات المختلفة، فنشارك الصور المميزة على إنستغرام، ونتابع القصص والأخبار على فيسبوك، ونرسل آلاف الرسائل الإلكترونية والصوتية من خلال واتساب، سواء لإنجاز عمل، أو التواصل مع العائلة والأصدقاء، وكل هذه الأنشطة تحدث تحت مظلة أكبر وأوسع تُعرف بشركة “ميتا”.
نعم شركة ميتا تقدم لنا خدمات متنوعة من أساليب التواصل عن بعد، والتي خلقت شكلا جديدا للتواصل والتعبير وقرّبت المسافات بيننا، وسنتعرف هنا بشكل أكبر عليها.
ظهر اسم “ميتا” أول مرة عام 2022، عندما أعلن مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ في مؤتمر عن إطلاق الشركة الجديدة “ميتا” التي ستكون الشركة الأم لمجموعة من منصات التواصل الاجتماعي، والتي تعد إحدى أكبر الشركات حول العالم، وخامس شركة في أميركا بعد شركة ألفابت وغوغل ومايكروسوفت وأمازون وآبل.
تغير اسم الشركة من “فيسبوك” إلى “ميتا” في فترة حرجة، حيث ظهر العديد من الفضائح التي تتهم فيسبوك بتسريب المعلومات الشخصية لمستخدميها، مما أدى إلى انهيار أسهمها، وهو ما دفعها للبحث عن حل وكان تغيير اسم الشركة المالكة لمجموعة المنصات عوضا عن كون كافة التطبيقات تتبع لشركة “فيسبوك”.
وقالت الشركة في بيانها الخاص بتغيير اسم الشركة في ذلك الوقت: إن مفهوم فيسبوك مرتبط بالتواصل بين الأفراد ومشاركة القصص والصور ومقاطع الفيديو والدردشات عبر ماسنجر، ولكن “ميتا” تقدم مفهوما أعم وأشمل وهو مفهوم الواقع الجديد الذي يمكّن الشخص من الدخول إلى العالم الافتراضي المشابه لألعاب الفيديو، وهذا المفهوم يتناسب أكثر مع جمع عدد من التطبيقات معا في شركة واحدة.
منصّات ميتا
استحوذت شركة فيسبوك على بعض الشركات التي انضوت تحت “ميتا”، والتي تقدم مجموعة من الخدمات الرقمية المختلفة، وهذه المنصات هي:
إنستغرام: فقد استحوذت عليها في 2012 مقابل مليار دولار أميركي.
فيس دوت كوم: في 2012 حيث بلغت قيمة الصفقة 100 مليون دولار أميركي.
أونافو: في عام 2013 وهي شركة لتحليل البيانات.
واتساب: فقد اشترت “ميتا” -التي كانت باسم “فيسبوك” حينذاك- برنامج الدردشة في 2014، ويعد الأكثر شهرة حول العالم، وبلغت صفقة شرائه 19 مليار دولار أميركي.
أوكلس في آر: في العام 2014 أيضا، اشترت ميتا منصة “أوكلس” الذي يقوم على مفهوم تطوير الواقع الافتراضي، بقيمة 2,3 مليار دولار أميركي.
لايف ريل: وفي 2014 كذلك، قامت ميتا بشراء لايف ريل مقابل 500 مليون دولار أميركي.
ريدكيكس: في 2018 اشترت ميتا شركة ريدكيكس بقيمة 100 مليون دولار أميركي.
بيت غيمس: لم تقتصر استحواذات ميتا على برامج الدردشة وتحليل البيانات، وإنما ضمت ألعاب الواقع الافتراضي إلى مجموعتها في 2019، عندما اشترت مطور الألعاب الأشهر بيت غيمس.
رليانس: في 2020 ورغم انهيار صناعات كثيرة وشركات كبيرة، فإن شركات التواصل شهدت ازدهارا غير مسبوق، لتقوم ميتا بشراء جيو بلاتفورمز التابعة لرليانس المتخصصة بخدمات وسائل الإعلام الرقمية، وبلغت الصفقة 5,7 مليارات دولار أميركي.
غيفي: في 2020 بعد شراء جيو بلاتفورمز، اشترت ميتا برنامج غيفي من السوق البريطاني، وشهدت هذه الصفقة الكثير من التذبذب في الأسواق المالية البريطانية والأميركية.
كوستمر: في 2020 أيضا قررت ميتا الاستحواذ على كوستمر الذي بلغت قيمة صفقته أكثر من مليار دولار أميركي، وبقيت الصفقة قيد التداول حتى 2022 إلى أن أُغلقت الصفقة بعد التوصل إلى اتفاق بين الجهات المنظمة.
يضاف بالطبع إلى ما سبق أشهر منصتين تمتلكهما الشركة والتي عرفت باسمهما سابقاً؛ “فيسبوك” وتطبيق الدردشة الخاص به “ماسنجر”، وبقيت الشركة معروفة باسم “فيسبوك” طويلا إلى أن فصل بين الشركة الأم “ميتا” وفيسبوك.
خدمات شركة ميتا
تقدم شركة “ميتا” خدمات رقمية وإلكترونية تساعد المستخدم بالقيام بالعديد من المهام عن بعد، وترفع مستوى الرفاهية قدر الإمكان. فمن خلال فيسبوك يمكنك النشر والمتابعة ومشاهدة الإعلانات والشراء عن بعد، أو الإعلان لمنتج خاص بك وبيعه عن بعد، كما يمكنك إضافة العديد من الصور ومقاطع الفيديو التشويقية على إنستغرام. أما واتساب فيعد من أكثر تطبيقات الدردشة استخداما حول العالم.
نجحت “ميتا” ليس فقط من خلال امتلاكها لكافة هذه المنصات، ولكن يكمن سر نجاحها في تطويرها لهذه المنصات. ففي كل منصاتها يمكنك مشاركة الصور والفيديو والقيام بالمكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو، سواء مكالمة فردية أو جماعية، فيمكنك أن تجد كل ما تريد في منصة واحدة، كما أصبحت المحادثات مؤخراً مشفرة على كافة منصاتها بين الطرفين، مما يقدم لك مساحة أكبر من أمن المعلومات.
القيمة السوقية لميتا
كانت الشركة تتربع على قائمة الشركات الخمس الكبرى في أميركا والعالم، حتى عام 2022 عندما انهارت أسهم الشركة عندما كانت تُعرف باسم “فيسبوك” نتيجة للفضائح التي لحقت بها عن تسريب معلومات المستخدمين، فقد خسرت الشركة نحو 65 مليار دولار. وللخروج من هذه الأزمة تلاعبت الإدارة بالموازين للحد قدر الإمكان من هذا الانهيار وخسارة قيمتها، ولعب تغيير اسم الشركة إلى “ميتا” دورا هاما في التغطية على الأخبار المتداولة في تلك الفترة، وظهر مفهوم “الميتا فيرس” أو “الواقع الافتراضي” الذي شغل الناس فترة طويلة، وعاودت أسهم الشركة الصعود لتعود “ميتا” واحدة من أكبر وأعلى الشركات ربحاً حول العالم.
تعد “ميتا” الآن واحدة من كبرى الشركات في عالم التكنولوجيا والواقع الافتراضي، وتمتلك مجموعة من أوسع وأشهر منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، حيث وصلت القيمة السوقية للشركة اليوم في بداية عام 2024 إلى 945.99 مليار دولار أميركي وفقا لتقرير الشركة، وبلغ سعر السهم الواحد 370 دولارا.