لاجارد : المخاطر المالية تتجدد بسرعة في ظل التحولات التكنولوجية

افتتحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، الأربعاء، المؤتمر السنوي العاشر للأبحاث في فرانكفورت بالتعاون مع مؤسسة هوفر التابعة لجامعة ستانفورد، مؤكدة أن المخاطر المالية لم تختفِ، بل تعود في أشكال جديدة مع التطورات الاقتصادية والتكنولوجية.
وأوضحت لاجارد أن النظام المالي العالمي شهد تحولات كبيرة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أدت الابتكارات التقنية إلى إعادة تشكيل المخاطر التقليدية بطرق غير مسبوقة. واستشهدت بكتاب “هذه المرة مختلفة” للباحثين كارمن راينهارت وكينيث روجوف، الذي يوثق الأزمات المالية على مدى ثمانية قرون، للتأكيد على أن الأزمات تتكرر رغم اختلاف السياقات.
واعتبرت أن أحد أبرز التحولات في العقود الأخيرة هو توسع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث ارتفعت أصولها في منطقة اليورو إلى 400% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ 140% عام 1999، لتشكل الآن أكثر من 60% من القطاع المالي.
ولفتت إلى أن القطاع المصرفي يواجه تحديات متزايدة نتيجة الابتكارات التكنولوجية وصعود شركات التكنولوجيا المالية والعملات المستقرة، ما يضاعف سرعة انتقال المخاطر. وأشارت إلى أن انهيار ثلاثة بنوك أمريكية في مارس 2023 أبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي في تسريع حالات الهلع المالي.
وأكدت لاجارد أن التنظيم والرقابة المالية ليسا لعرقلة الابتكار، بل لضبط المخاطر المصاحبة له، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل تنفيذ أجندة لتعزيز كفاءة الأطر التنظيمية مع الحفاظ على صلابة النظام المالي.
وختمت بالقول إن البحث العلمي يلعب دورًا أساسيًا في كشف المخاطر وتوجيه السياسات الاقتصادية، مؤكدة أن الاستقرار المالي يتطلب يقظة مستمرة أمام المخاطر التقليدية مهما تغيّرت أشكالها.