ليتوانيا تدرّب طلابها على صناعة وتشغيل الطائرات المسيرة استعدادًا لمستقبل تقني

في خطوة غير مسبوقة، ستشهد المدارس الليتوانية هذا العام تدريس الطلاب من الصف الثالث حتى الثاني عشر كيفية تصميم وتشغيل الطائرات المسيرة، المعروفة باسم الدرون، إلى جانب المواد التقليدية مثل الرياضيات والتاريخ.
وقال “فالداس يانكوسكاس”، مدير الوكالة الليتوانية غير الرسمية للتعليم، في بيان صحفي: “لم تعد الطائرات المسيرة مقتصرة على العلوم والصناعة فحسب، بل أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية.
ومن خلال هذا المشروع، سنمنح الشباب الفرصة لاكتشاف هذا المجال منذ سن مبكرة”.
ويأتي هذا البرنامج ضمن مبادرة مشتركة بين وزارتي الدفاع والتعليم، بهدف تزويد أكثر من 22 ألف شخص في ليتوانيا بمهارات التحكم وتصنيع الدرون بحلول عام 2028، بما يشمل تعليم القيادة والتصميم الهندسي للطائرات الصغيرة.
سيبدأ الطلاب في سن التاسعة بتجارب عملية وألعاب تعليمية لتعلم تصنيع الدرون. ومع الانتقال إلى المرحلة الإعدادية (11-16 سنة)، سيتم تطوير مهاراتهم لتشمل بناء الدرون وتعلم أساسيات التحكم.
وبحلول المرحلة الثانوية، سيكون الطلاب قادرين على تصميم وتصنيع طائرات ثلاثية الأبعاد والمشاركة في مسابقات على المستوى الإقليمي والوطني.
ليتوانيا ليست الوحيدة في هذه المبادرة، إذ أعلنت إستونيا عن خطط لإطلاق برنامج تعليمي للطائرات المسيرة بحلول منتصف 2026، بينما استضافت لاتفيا في يوليو الماضي أول معسكر للشباب لتعليم أساسيات الطيران والحرب الإلكترونية، حيث تم تدريب 32 طالبًا.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تعزيز دول البلطيق لقدراتها الدفاعية، خاصة بعد حادثة يوليو حين اخترقت طائرة روسية مسيرة محملة بالمتفجرات الحدود الليتوانية قبل أن تتحطم قرب قاعدة عسكرية.
وأكد “أندريوس كوبيليوس”، رئيس وزراء ليتوانيا السابق، أن الدولة بحاجة لتعزيز استعدادها للتصدي لأي تهديد محتمل، ما دفع الحكومة لاستثمار أكثر من 3.3 مليون يورو (حوالي 3.8 مليون دولار) في البرنامج التعليمي.
شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للطائرات المسيرة سواء في الحياة المدنية أو العسكرية، وتسعى ليتوانيا وجيرانها لتزويد شبابها بالمعرفة والمهارات العملية في هذا المجال، لتجهيزهم لمواكبة التطورات التكنولوجية وتعزيز قدراتهم الدفاعية المستقبلية.