الصبر أم الهامش؟ كيف تضيع الأرباح عندما تغادر السوق مبكرًا

كثير من المستثمرين يسعون للسلامة عن طريق الخروج من الأسواق أو تجميد أموالهم لحين “تحسن الظروف”، لكن الواقع يشير إلى أن هذه الاستراتيجية قد تكون أحد أغلى الأخطاء المالية على المدى الطويل.
بحسب دراسة حديثة استندت إلى بيانات مؤشر S&P/TSX المركب الكندي بين يناير 1986 وديسمبر 2024، كان استثمار قدره 10 آلاف دولار كندي يمكن أن ينمو إلى أكثر من 241,179 دولارًا إذا تُرك دون تدخل.
إلا أن تفويت 10 أيام فقط من أفضل أيام التداول خفض العائد إلى 112,875 دولارًا، أي أكثر من نصف الأرباح المحتملة.
وإذا فات المستثمر 20 يومًا من تلك الأيام القوية، تقلصت المحفظة إلى 71,684 دولارًا، ومع غياب 60 يومًا من أفضل أداء، انخفض العائد إلى نحو 18,084 دولارًا فقط، أي ما يقارب العائد المعدوم.
الدرس الأساسي واضح: الأسواق متقلبة بطبيعتها، والصبر والالتزام بالاستراتيجية الطويلة الأمد هما العامل الحاسم للنجاح. الخروج خلال فترات التراجع قد يقلل من الخسائر المؤقتة، لكنه يحرم المستثمر من المكاسب الكبيرة التي تعوض تلك الخسائر وتضاعف الثروة.
أظهرت بيانات فيديليتي أن وجود خطة مالية مكتوبة يعزز الشعور بالأمان؛ حيث أبدى 92% من المتقاعدين الذين لديهم خطة رضاهم المالي، مقابل 73% فقط من غير المخططين. كما شعر 81% من غير المتقاعدين الذين لديهم خطة بالثقة مقارنة بـ 54% من الآخرين.
كما أن العمل مع مستشار مالي يعزز التفاؤل بالمستقبل الاستثماري بنسبة تصل إلى 72%، بينما أكد 69% من المستثمرين الذين لديهم مستشار أنهم أقرب إلى تحقيق أهدافهم المالية.
الخلاصة: الجلوس على الهامش يكلّف أكثر مما يحمي. الالتزام بخطة استثمارية واضحة والاستعانة بمستشار مالي يساعد على تفادي القرارات العاطفية وزيادة فرص بناء الثروة على المدى الطويل.