انخفاض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة يفتح آفاقًا جديدة للمشترين

سجلت أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة تراجعًا مستمرًا للأسبوع الثالث على التوالي، مسجلة أدنى مستوياتها منذ أبريل الماضي.
ويُعد هذا الانخفاض مؤشرًا إيجابيًا قد يساهم في تخفيف الأعباء المالية على المشترين المحتملين ويحفز النشاط في سوق الإسكان التي شهدت تراجعًا خلال الفترة الأخيرة.
وأوضحت شركة “فريدي ماك” في تقريرها الأسبوعي الصادر يوم الخميس أن متوسط سعر الفائدة الثابت لقروض الرهن العقاري لأجل 30 عامًا انخفض هذا الأسبوع إلى 6.63% مقارنة بـ 6.72% في الأسبوع السابق.
ويأتي هذا الانخفاض في أعقاب تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، والتي تعتبر مرجعًا رئيسيًا لتحديد تكلفة الاقتراض.
وتعزز هذه التطورات التوقعات المتزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة الرئيسية في المستقبل القريب، خاصة بعد صدور بيانات سوق العمل التي جاءت أضعف من المتوقع، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن السياسة النقدية.
وفي هذا السياق، أكد “سام خاطر”، كبير الاقتصاديين في “فريدي ماك”، أن انخفاض معدلات الفائدة يعزز من القدرة الشرائية للأفراد الراغبين في اقتناء منزل، حيث أصبح بإمكانهم التقدم للحصول على قروض بشروط أكثر ملاءمة.
وأشار إلى أن مقارنة العروض التمويلية من عدة بنوك وجهات تمويلية قد تتيح للمشترين توفير آلاف الدولارات على مدى عمر القرض، مما يجعل امتلاك منزل أكثر قابلية للتحقيق للكثيرين.
ويأمل خبراء العقارات في أن يدعم هذا الاتجاه الجديد نشاط السوق العقارية، الذي شهد خلال الأشهر الماضية تباطؤًا ملحوظًا نتيجة ارتفاع معدلات الفائدة وتراجع الطلب.
ومن المتوقع أن يؤدي استمرار هذا الانخفاض في أسعار الفائدة إلى زيادة تحفيز المشترين، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار المساكن الذي لا يزال يشكل عقبة أمام الكثيرين.
ومع ذلك، يشير محللون إلى ضرورة متابعة تطورات السياسة النقدية والبيانات الاقتصادية القادمة، التي ستحدد مسار أسعار الفائدة بشكل أوضح خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن سوق الرهن العقاري ما زال يتأثر بعوامل متعددة داخلية وخارجية قد تؤثر على اتجاهاته.
في النهاية، يمثل هذا الانخفاض في معدلات الفائدة فرصة مهمة لتعزيز سيولة السوق العقارية وتحسين إمكانية الوصول للتمويل السكني، وهو ما قد يسهم في دعم التعافي الاقتصادي بشكل أوسع في الولايات المتحدة.