الاقتصادية

شيفرون تستأنف إنتاج النفط في فنزويلا وتلتزم بتسليم جزء من الإنتاج للحكومة المحلية

أعلنت شركة “شيفرون” الأمريكية للطاقة عن اتفاق جديد يسمح لها بتسليم جزء من إنتاجها النفطي في فنزويلا إلى الحكومة الفنزويلية، وذلك بعد حصولها على ترخيص رسمي لاستئناف نشاطها في البلاد الواقعة في أمريكا الجنوبية، وفق مصادر مطلعة.

وجرى توقيع الاتفاقية بين “شيفرون” وشركة النفط الفنزويلية الحكومية “بتروليوس دي فنزويلا” في الأيام الماضية، بعد فترة وجيزة من إصدار الترخيص من الحكومة الأمريكية، بحسب المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية الموضوع.

ويتضمن الاتفاق شروطًا مشابهة لتلك التي أُبرمت مع شركات طاقة أجنبية أخرى تعمل في فنزويلا، والتي تُلزَم بتسليم جزء من إنتاجها للحكومة كدفعة مقابل عمليات الإنتاج.

وفي سياق متصل، حاول مسؤولو إدارة ترامب التأكد من أن شركة “شيفرون” لا تدفع أية مبالغ نقدية مباشرة لحكومة الرئيس نيكولاس مادورو، في حين تسعى فنزويلا للاستفادة من إعادة تشغيل عمليات “شيفرون” لزيادة إيراداتها.

ويعني تسليم النفط بدلًا من الأموال أن نظام مادورو يستطيع الحصول على عائدات عبر بيع حصته من الإنتاج لشركات أو دول أخرى.

ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان سيتم السماح لتلك الكميات بتصديرها إلى الأسواق الأمريكية أو غيرها.

ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن لن تسمح لنظام مادورو بجني أرباح من بيع النفط، بينما امتنعت وزارة الإعلام الفنزويلية عن التعليق.

وقال المتحدث باسم “شيفرون”، بيل تورين، إن الشركة تدير عملياتها العالمية بما يتوافق مع القوانين الأمريكية والعقوبات المفروضة، بما في ذلك تلك المتعلقة بفنزويلا.

وتُعتبر “شيفرون”، التي تمتلك وجودًا في فنزويلا منذ أكثر من 100 عام، الشركة النفطية الأمريكية الوحيدة التي لا تزال تعمل في البلاد، وقد شكلت دعمًا مهمًا للاقتصاد الفنزويلي المتعثر.

وكان ترخيصها قد انتهى في مايو الماضي، قبل أن تُجدد الحكومة الأمريكية السماح لها بالعمل مرة أخرى في الشهر الحالي.

ويأتي تجديد الترخيص في وقت تزايدت فيه التوترات بين واشنطن وكاراكاس، إذ كان ترخيص الإنتاج يُعتبر أداة تفاوض بين الطرفين. وكان مسؤولون مثل ريك غرينيل يسعون لإقامة علاقات أكثر تعاونية مع مادورو، في حين دعا وزير الخارجية ماركو روبيو إلى موقف أكثر تشددًا.

قبل انتهاء ترخيصها، كانت “شيفرون” تنتج نحو 240 ألف برميل يوميًا، أي حوالي ربع إنتاج النفط الفنزويلي. وتوقع المحللون أن مستويات الإنتاج لم تشهد انخفاضًا كبيرًا خلال الشهرين الماضيين، خصوصًا مع استيراد الشركة لمخلفات نفطية ساعدت في تسهيل نقل النفط الثقيل عبر الأنابيب.

ويُعد هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة فرصة لفنزويلا للحفاظ على إنتاجها النفطي عند نحو 900 ألف برميل يوميًا، مع إمكانية زيادة الإنتاج إلى مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العام المقبل، وفقًا لشركة “رابيدان إنرجي”. وكان من المتوقع سابقًا أن ينخفض الإنتاج إلى نحو 600 ألف برميل يوميًا.

ومنذ انتهاء صلاحية التراخيص الأمريكية في مايو، أصبحت الصين المشتري الرئيسي للنفط الفنزويلي، رغم تهديدات إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية على مشترين النفط الفنزويلي، إلا أنها لم تُفعّل هذه التهديدات حتى الآن.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى