هدنة تجارية تدفع قفزة قياسية في صادرات الصين من مغناطيسات المعادن النادرة

سجلت صادرات الصين من مغناطيسات المعادن النادرة ارتفاعًا استثنائيًا بنسبة 158% خلال شهر يونيو، في تحوّل لافت جاء مباشرة بعد اتفاق لتهدئة التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، مما ساهم في تهدئة المخاوف المتعلقة بسلاسل التوريد العالمية التي كادت أن تعرقل صناعات التكنولوجيا المتقدمة.
ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية التي نقلتها وكالة بلومبرغ، بلغت شحنات المغناطيسات النادرة 3,188 طنًا خلال يونيو، مقارنة بـ1,238 طنًا فقط في ماي ، حين كانت الصين تطبّق قيودًا صارمة على التصدير.
اللافت أن الشحنات المصدّرة إلى الولايات المتحدة شهدت قفزة هائلة، إذ ارتفعت إلى 353 طنًا مقابل 46 طنًا فقط في الشهر السابق، ما يعكس أثر الانفراجة الدبلوماسية في جنيف الشهر الماضي، حيث تم التوصل إلى هدنة تجارية مؤقتة بين الجانبين.
ورغم هذه الزيادة، فإن إجمالي الصادرات لا يزال دون المستويات الطبيعية، إذ لا يتعدى نحو ثلثي المتوسط الشهري المسجل في عام 2023، ما يدل على استمرار الحذر الصيني في ضبط تدفقات هذه المواد الاستراتيجية، التي تدخل في تصنيع محركات السيارات الكهربائية، والهواتف الذكية، وأنظمة التوجيه للطائرات المقاتلة.
وكانت بكين قد فرضت، منذ أبريل الماضي، قيودًا على تصدير سبعة عناصر من أصل 17 عنصرًا تُصنّف ضمن “المعادن الأرضية النادرة”، وضمّت تلك القيود مغناطيسات تُعد مكوّنًا حيويًا في الصناعات التقنية المتقدمة.
وقد أثار ذلك استنفارًا في الأوساط الصناعية العالمية، لا سيما في ظل اعتماد العديد من الدول على الإمدادات الصينية في هذا المجال الحساس.
ومع أن الاتفاق الأخير بين الصين والولايات المتحدة قد أتاح نافذة لتخفيف الضغط، إلا أن استمرار التحديات الجيوسياسية قد يبقي هذه المواد تحت رقابة شديدة، ويعيد إحياء النقاشات حول تنويع مصادر الإمداد خارج الصين.