المغاربة يتصدرون اليد العاملة الأجنبية في إسبانيا ويعززون قطاعات حيوية

أصبحت الجالية المغربية في إسبانيا اليوم المكون الأكبر للعمالة الأجنبية، متجاوزة بذلك الرومانيين والكولومبيين، وفقًا لأحدث إحصائيات الخزانة العامة للضمان الاجتماعي الإسباني.
ويبلغ عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا أكثر من مليون نسمة، منهم أكثر من 360 ألف يساهمون مباشرة في سوق العمل الإسباني.
تشير البيانات إلى أن عدد المغاربة المشتركين في الضمان الاجتماعي حتى يونيو 2025 وصل إلى 363,337 شخصًا، متفوقين بذلك على الرومانيين الذين يبلغ عددهم 344,905، والكولومبيين بـ 243,863، بالإضافة إلى الإيطاليين والفنزويليين.
ويتوزع عمل المغاربة بشكل رئيسي في قطاعات أساسية مثل الزراعة والبناء والخدمات الفندقية والمطاعم.
ويرجع جزء من هذا التقدم المغربي إلى الاختلاف في قوانين التجنيس الإسبانية؛ حيث تمنح الجنسية لمواطني أمريكا اللاتينية بعد عامين من الإقامة القانونية، بينما يتوجب على المغاربة الانتظار عشر سنوات، مما يطيل من بقائهم في الإحصائيات الرسمية للعمالة الأجنبية.
بشكل عام، يشكل الأجانب نسبة 14.1% من المشتركين في الضمان الاجتماعي بإسبانيا، ويبلغ نسبة السكان المولودين خارج البلاد حوالي خمس السكان الإجمالي.
وتحولت إسبانيا خلال العقود الثلاثة الماضية من بلد هجرة إلى واحدة من الوجهات الرئيسية للتدفقات الهجرية العالمية، حيث انضم أكثر من 5.2 مليون شخص إلى سوق العمل بين عامي 2002 و2024، منهم حوالي 75% يحملون جنسيات أجنبية أو مزدوجة.
ويأتي المهاجرون المغاربة في إطار هجرة اقتصادية بحتة، كما هو الحال مع باقي جنسيات شمال إفريقيا، ويُفسر هذا التحرك بفوارق كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي بين المغرب وإسبانيا؛ ففي 2024، بلغ الناتج المحلي للمغرب حوالي 154 مليار دولار، مقارنة بـ1.7 تريليون دولار في إسبانيا، أي أكثر من 11 مرة.