الاقتصادية

تقارب اقتصادي بين باكستان والولايات المتحدة وسط تقدم في المحادثات التجارية

في إطار جهود دبلوماسية واقتصادية متسارعة، عقد وزير المالية الباكستاني محمد أورانجزيب سلسلة من الاجتماعات في واشنطن مع مسؤولين أميركيين بارزين، سعياً للتوصل إلى اتفاق تجاري قبل حلول المهلة النهائية في أغسطس.

وبحسب بيان صادر عن الحكومة الباكستانية، ترأس أورانجزيب وفداً رسمياً أجرى لقاءات وُصفت بـ”المثمرة” مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك والممثل التجاري جيميسون غرير. وأشار البيان إلى أن الجانبين “أبديا تفاؤلاً بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية تُحقق منفعة متبادلة للاقتصادين”.

وكانت إسلام أباد تأمل في إبرام اتفاق تجاري مع واشنطن بحلول يوليو، إلا أن المحادثات تطلّبت وقتاً أطول نتيجة تعقيدات فنية تتعلق بالرسوم الجمركية والمجالات ذات الأولوية في التعاون.

وشهدت العلاقات الباكستانية الأميركية تحسناً ملحوظاً مؤخراً بعد فترة من التوتر والجمود. ففي تطور دبلوماسي لافت الشهر الماضي، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير في البيت الأبيض، في لقاء غير تقليدي أعقبه إعلان باكستان ترشيح ترمب لنيل جائزة نوبل للسلام، في بادرة رمزية تعبّر عن رغبة البلدين في طي صفحة الخلافات.

وفي خطوة اقتصادية تُظهر تقارباً إضافياً، وقّعت الحكومة الباكستانية في أبريل الماضي خطاب نوايا مع شركة “وورلد ليبرتي فاينانشال” التابعة لعائلة ترمب، لتسريع إدماج تقنيات البلوك تشين داخل المؤسسات الحكومية، بالتوازي مع انفتاح متزايد على سوق العملات المشفرة.

ووفقاً لوزارة المالية الباكستانية، فإن زيارة الجنرال منير إلى الولايات المتحدة شكلت نقطة تحول في مسار المفاوضات التجارية، التي بدأت تشهد “تقدماً مشجعاً” منذ ذلك الحين.

وتسعى باكستان إلى الحصول على إعفاءات من الرسوم الجمركية المفروضة في عهد ترمب، والتي تصل إلى نحو 29%، في وقت تشير فيه البيانات إلى أن العجز التجاري بين البلدين محدود نسبياً ولا يتجاوز 3 مليارات دولار.

وفي محاولة لتعزيز موقفها التفاوضي، عرضت إسلام أباد زيادة وارداتها من المنتجات الزراعية الأميركية، خاصة القطن وفول الصويا، علماً بأنها تعد ثاني أكبر مشترٍ للقطن الأميركي من حيث القيمة بعد الصين.

كما تظل السوق الأميركية الوجهة الأهم لصادرات باكستان، ما يجعل تحسين العلاقات التجارية أولوية اقتصادية واستراتيجية لباكستان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى