هيمنة التسويق غير المهيكل تهدد قطاع الدواجن المغربي رغم الاكتفاء الذاتي

رغم النجاح الكبير الذي حققه قطاع إنتاج الدواجن في المغرب، ووصوله إلى الاكتفاء الذاتي في اللحوم البيضاء، إلا أن القطاع يواجه تحدياً حاداً يتمثل في تفشي التسويق غير المنظم وغير الآمن، الأمر الذي يعرقل تنافسيته ويهدد استدامته.
هذا ما أظهره تقرير يومية «Les Inspirations Eco»، الذي سلط الضوء على خلل هيكلي يضع القطاع في موقف هش.
في لقاء نظمته الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA) بمدينة فاس، حذر أحمد الداودي، مدير الفدرالية، من أن حوالي 80% من إنتاج الدواجن يمر عبر قنوات غير رسمية غالباً ما تفتقر للرقابة الصحية اللازمة، بينما لا تُعالج سوى 20% من الإنتاج في مجازر معتمدة من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA).
هذا الوضع لا يشكل خطراً صحياً فحسب، بل يشكل عائقاً أمام تطوير سلسلة القيمة في القطاع.
تعتبر جهة فاس-مكناس، التي توفر 30% من حاجيات السوق الوطني من بيض الاستهلاك و10% من اللحوم البيضاء، نموذجاً واضحاً لهذه المشكلة.
حيث يشير خالد زعيم، رئيس جمعية منتجي البيض والمندوب الجهوي للفدرالية، إلى غياب المجازر العصرية المعتمدة في الجهة، واعتماد وحدات الإنتاج على «الرياشات» التقليدية التي لا تستوفي المعايير الصحية، مما يقيد إمكانية وصول المنتجين إلى أسواق ذات قيمة مضافة عالية مثل الفنادق والمطاعم والمتاجر الكبرى.
لمعالجة هذا الإشكال، أطلقت الفدرالية سلسلة من الحوافز لدعم التحول نحو مجازر ذبح عصرية، حيث يقدم الدعم التقني والإداري حالياً لـ 25 مشروعاً لإنشاء مجازر حديثة تسهل حصولها على الاعتماد الصحي.
وتندرج هذه المبادرات ضمن استراتيجية «الجيل الأخضر 2020-2030» التي تهدف إلى رفع الإنتاج إلى 900 ألف طن مع معالجة 90% منه في مجازر معتمدة، ما سيعزز جودة وسلامة المنتجات ويرفع من قدرة القطاع التنافسية محلياً ودولياً.