واردات الصين تسجل أول ارتفاع سنوي في 2025 وسط تحركات دبلوماسية وتجارية مع واشنطن

سجلت واردات الصين نموًا سنويًا بنسبة 1.1% خلال شهر يونيو 2025 لتصل إلى 210.4 مليار دولار، متعافية من التراجع الذي شهدته في مايو بنسبة 3.4%.

ويمثل هذا الارتفاع أول زيادة شهرية في واردات البلاد منذ بداية العام، مدفوعًا بتأثير إجراءات التحفيز التي اتخذتها بكين، بما في ذلك تخفيف مؤقت للرسوم الجمركية وتعزيز الإنفاق لتحفيز الطلب المحلي.

ورغم أن هذا التعافي جاء دون توقعات السوق التي رجحت زيادة بنسبة 1.3%، فإنه يعكس إشارات أولية على تحسن تدريجي في النشاط التجاري.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، يشهد شهر يونيو تطورًا لافتًا في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إذ استأنف الجانبان محادثاتهما خلال اجتماعات عقدت في لندن مطلع الشهر، بهدف إحياء اتفاقيات سابقة وتأطير تفاهمات جديدة.

وقد تعهدت بكين بإعادة تصدير شحنات من معادن الأرض النادرة، بينما أبدت واشنطن استعدادها لتخفيف قيود التصدير المفروضة على منتجات استراتيجية تشمل الإيثان، وبرامج تصميم الشرائح الإلكترونية، ومكونات محركات الطائرات.

ويجري العمل بوتيرة متسارعة للتوصل إلى اتفاق شامل قبل الموعد النهائي المحدد في 12 أغسطس، ما قد يشكل نقطة تحول في مسار العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.

وعلى الرغم من تحسن بيانات يونيو، لا تزال واردات الصين منخفضة خلال النصف الأول من 2025 بنسبة 3.9%، لتبلغ 1.22 تريليون دولار.

وسُجلت أبرز التراجعات في الواردات القادمة من الولايات المتحدة (−7.7%)، والاتحاد الأوروبي (−4.8%)، وروسيا (−8.6%)، في حين نمت واردات الصين من دول جنوب شرق آسيا بنسبة 2.3%.

يعكس هذا الأداء المختلط استمرار التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى فرص واعدة لتحسين العلاقات التجارية وتوسيع آفاق الشراكة الاقتصادية مع الأسواق الكبرى.