الاقتصادية

أسعار القمح ترتفع مجددًا وسط مخاوف الطقس وتوترات تجارية عالمية

ارتفعت أسعار القمح في بورصة شيكاغو التجارية للجلسة الثانية على التوالي يوم الخميس، وسط ترقب واسع لتطورات الطقس في الولايات المتحدة وتداعيات السياسات التجارية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويأتي هذا الارتفاع بعد سلسلة من الانخفاضات دامت ثلاث جلسات متتالية، في وقت تتباين فيه توقعات الأسواق حول وفرة المحاصيل ومخاطر التباطؤ في الطلب العالمي.

شهدت الأسواق الزراعية انتعاشًا محدودًا في أسعار القمح مدفوعًا بحالة من الترقب والحيطة، حيث يحاول المتداولون التكيف مع الظروف الجوية المتغيرة في “حزام الحبوب” الأميركي، إلى جانب المتابعة الدقيقة للسياسات التجارية العدوانية الجديدة التي قد تؤثر على صادرات الحبوب الأميركية.

ورغم التحسن الطفيف في الأسعار، فإن تقدم موسم الحصاد في دول نصف الكرة الشمالي – لا سيما روسيا وأوكرانيا وكندا – قد يُبقي الضغوط على الأسعار قائمة خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل وفرة المعروض.

تتحوّل أنظار المستثمرين حاليًا نحو التقرير الشهري لوزارة الزراعة الأميركية (USDA) المرتقب صدوره يوم الجمعة، والذي يتناول آخر مستجدات العرض والطلب على المحاصيل الزراعية، ويُعد مرجعًا أساسيًا لتوقعات السوق خلال النصف الثاني من العام.

قال “دوناتاس يانكاوسكاس”، المحلل لدى منصة CM Navigator، إن ارتفاع أسعار الحبوب يوم الأربعاء ربما جاء نتيجة عمليات شراء قصيرة الأجل لاقتناص الفرص السعرية، دون أن يشير ذلك إلى تغيير جوهري في النظرة المستقبلية للسوق.

وأشار إلى أن ظروف الطقس حتى الآن ما تزال مواتية لمحصولي الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة، بينما تتوقع البرازيل موسمًا قياسيًا لحصاد الذرة الثاني، بعد إنتاج ضخم لفول الصويا في وقت سابق من هذا العام.

أكدت وزارة الزراعة الأميركية أن 74% من محصول الذرة في البلاد يصنّف حاليًا بين “جيد” و”ممتاز”، وهو أعلى مستوى لهذا الوقت من السنة منذ عام 2018.

ومع ذلك، فإن توسيع ترامب لحربه التجارية بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على النحاس، وتلميحاته بفرض تعريفات إضافية على واردات من 14 دولة، يثير مخاوف كبيرة بشأن تراجع الطلب على الصادرات الأميركية من الحبوب.

في المقابل، رفعت شركة “سوفيكون” الروسية للاستشارات الزراعية توقعاتها لصادرات القمح الروسية لموسم 2025-2026 بمقدار 2.1 مليون طن متري لتصل إلى 42.9 مليون طن، مستفيدة من الظروف الجوية الجيدة والأسعار التنافسية التي تعزز قدرتها على اقتناص حصة أكبر في السوق العالمية.

قال أحد المتعاملين في سنغافورة: “رغم عدم وجود مؤشرات قوية على تحسن السوق، إلا أن الهبوط الحاد في الأسعار مؤخرًا قد يكون بلغ حدًا مغريًا للمشترين، مما يُبقي على احتمالات ارتداد سعري في المدى القصير.”

أداء العقود الآجلة للمحاصيل

  • القمح: ارتفعت عقود القمح تسليم سبتمبر بنسبة 1.4% تقريبًا إلى 5.54 دولار للبوشل.

  • الذرة: سجلت عقود الذرة تسليم ديسمبر مكاسب طفيفة بلغت 0.2% لتغلق عند 4.16 دولار للبوشل.

  • الصويا: صعدت عقود فول الصويا تسليم نوفمبر بنسبة 0.6% عند التسوية إلى 10.13 دولار للبوشل.

رغم الانتعاش المؤقت في أسعار الحبوب، يبقى الاتجاه العام هشًا ومتأثرًا بعوامل متعددة، منها الطقس، والتوترات التجارية، وتقديرات المحصول العالمية.

ويُتوقع أن تحدد البيانات الزراعية الأميركية القادمة ومسار الرسوم الجمركية الأميركية مستقبل السوق في الأشهر المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى