اقتصاد المغربالأخبار

السكوري ضد لقجع..وجهات نظر متعارضة حول الجدوى الاقتصادية لاستضافة المغرب لكأس العالم

تتضارب الرؤى الحكومية في المغرب حول الجدوى الاقتصادية لاستضافة كأس العالم 2030. فبينما يرى يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، أن المغرب لن يجني أرباحًا مباشرة من تنظيم المونديال، مشيرًا إلى أن “لا توجد دولة تمكنت من فعل ذلك” .

و يؤكد فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على تحقيق “عائدات مالية مهمة” للمملكة.

في اجتماع حديث للجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، أثار السكوري جدلاً بتصريحه الذي جاء متناقضًا مع تصريحات زملائه. فرغم ربطه استضافة المونديال برؤية ملكية تمتد حتى عام 2030، شدد على أن الهدف الأساسي ليس تحقيق الأرباح المالية.

وقد ركز السكوري في حديثه على أن المونديال يمثل فرصة لخلق فرص الشغل، مؤكداً على أهمية تدريب اليد العاملة للاستفادة من مشاريع كأس العالم، خاصة الملاعب.

إلا أن تصريحاته هذه لم تتضمن أرقامًا أو معطيات حول العائدات المالية المتوقعة، وهو ما يتناقض مع ما صرح به لقجع في مناسبات سابقة.

في يناير الماضي، أكد فوزي لقجع خلال لقاء نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن المغرب سيجني “عائدات مالية مهمة” من تنظيم المونديال. وتوقع لقجع أن تستقبل البلدان الثلاثة المنظمة (المغرب، إسبانيا، والبرتغال) 15 مليون سائح خلال فترة الحدث.

واستشهد بنجاح كأس العالم في قطر عام 2022، والتي حققت للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أرباحًا بلغت 15 مليار دولار، مما يعزز وجهة نظره حول الإمكانات المالية للمونديال.

تتفق رؤية لقجع مع ما جاء في تقرير صادر عن المعهد المغربي لتحليل الدراسات في فبراير الماضي، بعنوان “التداعيات الاقتصادية لاستضافة كأس العالم 2030 في المغرب”. هذا التقرير يؤكد أن المملكة ستستفيد من مجموعة واسعة من الفرص بفضل المونديال:

على الصعيد الاقتصادي: سيحظى المغرب بفرصة فريدة لتحديث بنيته التحتية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتسريع استراتيجية النمو الشاملة للبلاد. سيؤدي هذا إلى فرص استثمار مباشر وزيادة في نشاط سوق الأسهم، خاصة في قطاعات حيوية مثل البناء، والسياحة، والبنوك، والاتصالات، والكهرباء.

جيوسياسيًا: سيعزز المونديال القوة الناعمة للمغرب، مما سيؤثر إيجابًا على صورته الدولية، ويقوي موقفه الدبلوماسي، ويبني صورة أكثر إيجابية في الخارج.

رياضيًا: سيؤدي بناء وتجديد الملاعب ومراكز التدريب إلى تعزيز كبير لمشهد كرة القدم الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، سيخلق ظهور أبطال كرة قدم محليين حماسًا للرياضة، ويلهم الشباب للمشاركة في الأنشطة الرياضية، واتباع نمط حياة أكثر نشاطًا.

يظل الجدل قائمًا حول كيفية تحديد “الأرباح” من حدث بحجم كأس العالم، وما إذا كانت الفوائد المباشرة تتجاوز الأرباح المالية وحدها.

هل تعتقد أن الفوائد غير المباشرة مثل تعزيز الصورة الدولية وخلق فرص العمل يمكن أن تعوض غياب الأرباح المالية المباشرة، أم أن العائد المالي هو الأهم في مثل هذه الفعاليات الكبرى؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى